الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - مي منسّى تكتُب وديع الصافي في بعلبك

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - مي منسّى تكتُب وديع الصافي في بعلبك
أرشيف "النهار" - مي منسّى تكتُب وديع الصافي في بعلبك
A+ A-
اذا كانت الميثولوجيات حقا الوجه الاستعاري لواقع شعب وارتباطه الثقافي - الفني باساطير تقاليده ومناسباته ومعتقداته، يكون باخوس اله الأعياد والكرمة، والذي يحكى عنه انه أول من ارسشى لأعياده الرقص وانشأ للغناء جوقات، هو من اطلق من مدينة بعلبك راقصين ومغنين لا تزال اصداؤهم تدوي في الهياكل وتسري مع الازمنة. وديع الصافي، هذا العمود من اعمدة بعلبك، المتعالي بصوته الشجي فوق تيجانها، كأنه في عودته الى ادراج جوبيتير بعد غياب، لم يبارحها ولم يتغرّب عن ارضها. لا تخونه ذاكرة صوته ولا تهاجر، متمسكة بجذور أصيلة، متمددة في مساحات الافق ولا تغيب مع شموسه. حنجرته المكسوة بنجوم لبنان، المتلألئة بحنان الشوق الذي لا يذوي، المبتهلة كالنساك في حالات انخطافهم، صدحت في الليلة المقمرة تطمئن لبنان، تؤاسيه من الآثام المرتكبة في حقه، من السياسات المهدمة لروحه وقيمه وحضارته، تغسل جبينه مما يحاول الملطخون تلطيخه به. "لبنان يا قطعة سما"، كأنه بهذا النشيد الوطني العابق بالايمان والوفاء يعزم الشر المستفحل بالارض وانسانه الطيب. وديع الصافي العائد، ضفر صوته وصوت سهام الرقراق، مع فرقة فهد العبدالله الساهر على التراث والحريص على منبعه. وبينهما، رفيق علي احمد حكواتي تدور حكاياته كالشعر، في أفق الاسطورة اللبنانية في ساحلها وجبلها وسهلها. برج فازليان أضاء الادراج وشيد مسار العرض كما عهدته بعلبك ومسارح بيروت أنيقا، موسيقيا في خلق الانسجامات بين حركة ولون، بين رقص وغناء، ذواقا في استخدام المدى بنظرة المحترف المتآلف مع حجار بعلبك وتاريخ مهرجاناتها. من زمننا المكيّل في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم