الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

بالصور: العاصفة "ميريام" تعيد رأس الملاليح في أنفه إلى ألقه التراثي

المصدر: الشمال طوني فرنجية
A+ A-

راس الملاليح في أنفه كناية عن نصف مليون متر مربع، شاطئاً صخرياً وملاحات منحوتة أجراناً وأقنية عبر العصور التاريخية، يقع عند طرف البلدة الجنوبي وهو كنز بيئي وتراثي، لا مثيل لهما في الساحل اللبناني وفِي سواحل حوض البحر الأبيض المتوسط.




يقول الناشط البيئي حافظ جريج: "منذ بداية إنتاج الإسمنت سنة 1931 في لبنان، بدأ الملّاحون يمسحون صخر الملاحات بطبقات رقيقة من الطين أو يصبون فوقها الباطون، لتقويتها وللحصول على ملح أكثر نظافة يخلو من حبيبات الصخور الرملية، وسنة بعد سنة، غاب عن راس الملاليح وجهه الأثري بعدما لبست جميع أجرانه الاسمنت ثياباً".



ويضيف :"في ظروف حرب 1975، ثم بسبب التلوث الصناعي من شركة الترابة الوطنية ومن شركة تخزين مشتقات البترول ونقلها ومن شركة انتاج الباطون الجاهز ونقله، توقف إنتاج الملح في راس الملاليح، وكانت الامواج البحرية، في غياب الصيانة السنوية، والأعمال الموسمية تؤثر في الملاحات، وسنة بعد سنة عاد الوجه الأثري الى معظم المساحات المهجورة التي نزعت عنها أمواج العواصف طينها او باطونها، ولكن في شكل غير كامل حيث بقي كثير من الطين الإسمنتي على الصخر المنحوت".

وسنة بعد سنة، يتابع جريج قائلاً: "اصبح رأس الملاليح مكباً للنفايات بالجملة والمفرق، لكن العواصف الأخيرة فعلت ما لم تفعله البلديات والوزارات، خلصت كل الملاحات من النفايات التي كان المتنزهون والصيادون يتركونها على الشاطئ ونظفت كل الملاحات الصخرية من بقايا الطين والباطون، قلعتها وجرفتها الى آخر الشاطىء عند الحدود مع الاملاك الخاصة، فتراكمت مكسّرات الباطون "شاطئاً" جديداً مرتفعاً بعيداً من البحر والملاحات".




ويخلص: "رأس الملاليح اليوم بعد العواصف البحرية حديقة بحرية أثرية ونظيفة، فهل تحافظ البلدية والوزارات المعنية على هذه الثروة الوطنية للسياحة الثقافية تنظيماً وتأهيلاً وحماية وإعلان الملاحات تراثاً وطنياً، والمحافظة على التصنيف العقاري السياحي، وعلى الخصائص البيئية والثقافية

الانتاجية ضمن خطة تنمية مستدامة خالية من المظاهر الصناعية والأكواخ والقرارات الاستنسابية لمصالح ضد هذه القيم الأساسية في كيان أنفه الاصيل وازدهارها المناسب"؟ فأنفه، ليست شاطىء تحت الريح فقط، رأس الملاليح، موقع ناجح أيضاً للسياحة، فأبعدوا عنه الصناعة الغريبة عن طبيعته وتاريخه وحياته.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم