الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مي منسى غائبة كحّلت قلمها والغمّازتَين

شوقي أبي شقرا
Bookmark
مي منسى غائبة كحّلت قلمها والغمّازتَين
مي منسى غائبة كحّلت قلمها والغمّازتَين
A+ A-
الماء، الماء، دائماً به الترحاب وعلى خصره وعلى محيّاه ذاك السلوك القدسي، أو تلك البغتة، أو هو المسرحي والبهلوان. كما أنه من الكرم والكروم وتلك الكلمة التي في ثناياها، في عروقها، ينبض ما ينبض من الرموز البعيدة والملوّنة وحيث القرنفلة جاءت إليه من الباقة، من جنينة الحسرات ووادي التأملات. وعبثاً نطلب منه منذ سفينة نوح، أن يبتعد عن الضجة وأن يترك دور المارد والخنجر في أنفاسه، في ليونته، وفي أنه والحية ينساب وينساب، ونراه حيناً يتلاعب ولا يهمّه القصر الكبير ولا الكوخ الصغير. ولا أن تكون السيدة الحالمة في مخالبه. كما لا يأبه ولا ينثني، عن المرأة، عن الأديبة، عن الأبجدية التي كانت مي منسى إياها، وكانت الزميلة العنيدة القوام والذهن والجسد، جسد الصحافية، حين عمد إلى الأذى، وإلى أن احتملت هي ما احتملت من صخرة الألم ومرارة السقوط. وهي المشغولة أبداً وكأن الخاتم لدى مي هدية من الأسطورة، أن تعمل وتعمل وتفركه ولا تهدأ حينئذ مركبتها وزورقها الخاص. ودائماً هي تندفع ونراها كالموجة وكأنها قيد الطاعة، وقيد الأشياء وقيد المنجل في قبضة الذي حصاده زوال وسرقة الأنس وأن يجعل الزهرة كأنها لم تكن.ولا انتصار ها هنا لذلك الشيطان حين دقّ وضرب على بابها ضربات شرسة، ولا يبالي بأنها تلك المرأة هي وحدها، ما عدا السطور الأليفة تداعبها وترمي عليها لمسات من الأنوثة ومن الرحيق لديها، في كل زاوية. وكأن مي تنتظر الزائر بل الزوّار بل الملائكة، بل المجوس، وتستمر المغارة هي إياها ويستمر الميلاد ويتوالى هنيهة وجموع هنيهات وألوان تنعكس وتدور...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم