الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"السترات الصفر" في سبتها العاشر على رغم "حوار" ماكرون

"السترات الصفر" في سبتها العاشر على رغم "حوار" ماكرون
"السترات الصفر" في سبتها العاشر على رغم "حوار" ماكرون
A+ A-

تظاهر عشرات الآلاف من محتجي "السترات الصفر" للسبت العاشر في أنحاء فرنسا، مع مواجهات عنيفة احياناً وخصوصاً في بوردو بجنوب غرب البلاد، على رغم بدء الرئيس ايمانويل ماكرون "الحوار الوطني الكبير" الذي لم يهدئ الغضب الشعبي المستمر منذ أكثر من شهرين.

وأظهرت أرقام وزارة الداخلية ان نحو 84 الف شخص تظاهروا في انحاء البلاد شأن الاسبوع الفائت.

وتراجعت التعبئة في شكل محدود في باريس مع سبعة الاف متظاهر مقابل ثمانية الاف السبت الماضي.

وهتف آلاف المتظاهرين وسط باريس: "ماكرون ارحل" رافعين لافتة تصدرت التظاهرة كتب بها: "الحوار الكبير خدعة". وتخلل التظاهرة بعض الصدامات بعد الظهر واستخدمت الشرطة خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع قبل ان يعود الهدوء.

وسجلت مواجهات أشد عنفاً في بوردو، حيث عمد شبان ملثمون الى تحطيم أرصفة واستخدام حجارتها مقذوفات، وذلك على هامش تظاهرة شارك فيها نحو أربعة الاف شخص. واحرقت خمس سيارات على الاقل في وسط المدينة واعتقلت قوى الامن 49 شخصاً. وسجلت صدامات مماثلة في انجيه ورين بغرب البلاد وروان في الشمال الغرب ونانسي في الشرق وليون في وسط الشرقي وتولوز في الجنوب الغربي، حيث احصت الشرطة عشرة الاف متظاهر.

وقال بول ميرلوزو (56 سنة) الذي تظاهر في نانسي : "لن يفضي الحوار الكبير الى شيء. ندفع الناس الى الكلام ليهدأوا، ولكن ينبغي تغيير النظام".

وفي 12 كانون الثاني، أحصت السلطات أكثر من 80 ألف متظاهر مقابل 50 ألفا في الاسبوع الذي سبق، مما أطاح آمال الحكومة التي كانت تراهن على استمرار تراجع التعبئة منذ أعياد نهاية السنة.

وفي تشرين الثاني وكانون الاول 2018، تظاهر بضع مئات الآلاف من المحتجين للمطالبة خصوصاً بتخفيف العبء الضريبي وتنظيم "استفتاء مبادرة مواطنية". ويبدو ان تنازلات الحكومة لتعزيز القدرة الشرائية والتي بلغت كلفتها عشرة مليارات أورو لم تكن كافية لتهدئة العاصفة.

لكن مواجهات السبت لا تقاس بأعمال الشغب التي طبعت أسابيع سابقة. وكما حصل السبت الماضي، نشر نحو 80 الف شرطي ودركي في فرنسا.

وحمل بعض المتظاهرين في باريس وروداً تكريماً لمن قتل وأصيب منذ بداية حركة الاحتجاج في 17 تشرين الثاني 2018. وقضى عشرة أشخاص واصيب أكثر من الفين بين المحتجين ورجال الامن.

ودافع وزير الداخلية كريستوف كاستانير عن استخدام سلاح اطلاق الكرات الوامضة الذي قال إنه من دونه لا يعود ثمة خيار لقوى الأمن إلا "الاحتكاك الجسدي" مع المحتجين.

في المقابل، يواصل ماكرون جولته عبر فرنسا لاجراء نقاشات مطولة مع مئات من رؤساء البلديات وذلك في اطار ما أطلق عليه " الحوار الوطني الكبير" الهادف الى الانصات لمطالب المحتجين.

وقال رئيس جمعية رؤساء البلديات الريفية في لو كريستيان فنري في مستهل الحوار في مدينة سوياك الصغيرة: "أحذركم سيدي الرئيس من أنه لا ينبغي أن يتحول هذا الحوار الكبير الى خدعة كبيرة".

وعلاوة على الحوار مع المسؤولين المنتخبين، تنظم في إطار هذا "الحوار الوطني الكبير" في أنحاء فرنسا، نقاشات بين مواطنين تتناول محاور القدرة الشرائية والضرائب والديموقراطية والبيئة.

ووعد الرئيس بمتابعة هذه النقاشات على أمل احتواء كل اشكال الغضب. لكن الكثير من محتجي "السترات الصفر" يرون في هذا الحوار الكبير وسيلة لدفن مطالبهم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم