الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نادية لطفي لـ"النهار": "ربّنا أطال عمري لأرى حبّ الناس"

المصدر: "النهار"
محمود ابراهيم
A+ A-

الحديث مع فنّانة بحجم #نادية_لطفي ذو مذاق خاص، فهي إحدى نجمات الفن المصري، والتي تشهد على عصور عدة.

قدّمت عديداً من الأعمال التاريخية والرومنسية التي كانت وما زالت في ذاكرة السينما المصرية، وتعاملت مع نجوم كبار سواء ممثلين أو منتجين أو مخرجين، وقدّمت معهم أروع الأعمال، لتحصل على جائزة التميّز من الجماهير، وعلى تكريمات عدّة من كبار رؤساء الدول ومسؤوليها وكان آخرهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن الذي منحها وسام نجمة القدس في عيد مولدها الـ82 والتي ظهرت فيه بصحة جيدة.

لطفي في حوارها مع "النهار" تحدّثت عن حالتها الصحية وحبّها للمكوث في المستشفى بعيداً من منزلها، وسردت عدداً من ذكريات حياتها الفنية وكواليس أعمالها السينمائية، وأمنيتها في ظهور فيلم سينمائي يتحدث عن مسيرتها الفنية ورفضها فكرة المذكرات لأنها ليست نابليون بونابرت أو جمال عبدالناصر، وكانت هذه المقابلة.

- ما آخر أخبارك الصحية؟

الحمدلله، جيدة للغاية، وسأظل جيدة ما دام جمهوري وأحبائي يتصلون بي دائماً لكي يطمئنوا على صحتي.

- كيف رأيت تكريمك الأخير من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن؟

شرف كبير أن أمنح وسام نجمة القدس، فأنا من محبي تلك الدولة العظيمة التي يتمتع شعبها بالكرامة والنخوة، وأدعو الله أن أراها يوماً ما محررة، فلا يوجد شخص عربي لا يحلم بتحرير فلسطين والصلاة في مقدساتها، وأشكر الرئيس أبو مازن وكل أطياف الشعب الفلسطيني الذي غمرني بحبه وتقديره، وأيضاً كل الدول العربية التي أرادت تكريمي.

- ما شعورك وأنت الآن أصبحت تقيمين بصورة دائمة في المستشفى؟

ربما تندهش من ردي، ولكنني لا أكذب عليك عندما أقول إنني سعيدة بالوجود والعيش في المستشفى العسكري، لدرجة أنني أصبحت أحفظ كل جدرانه وممراته، ولا أشعر بالغربة به مطلقاً، كما أنني اعتدت الحياة فيه، وتكوين صداقات مع الممرضات والأطباء. من قبل كنت أقيم في منزلي وأذهب إلى المستشفى في الحالات الطارئة فقط، ولكنني أخيراً أصبحت أفضل البقاء بالمستشفى حيث أجد راحتي ولا أرغب في الخروج.

- فيمَ تفكر نادية لطفي قبل خلودها إلى النوم؟

أنا من الناس التي تتحدث مع نفسها، أحاور ذاتي وأحياناً أتوقف وأقول "أنا سعيدة ليه"، أشعر أن هناك أشخاصاً تنتظر مشاركتي فرحتي، ومن ضمن الأمور التي شعرت بها هي أن ربنا أطال في عمري كي أرى حب الناس لي، وأسعد شيء أن الإنسان يتمتع بكل نسمة حتى الحزن، الذي يخرج منه الشخص بنوع من الشجن والتجربة ومواصلة مشوار الحياة الجميلة.

- أعود بك للذكريات... ما الأعمال التي شعرت أنها قدّمت نادية لطفي للناس؟

لا أستطيع أن أجزّئ الأشياء، لأن الإنسان يكون نتاج عديد من الأعمال، ويكون هناك مثل الخط البياني، الذي في نهايته تكون الصورة قد اتضحت للآخرين، فبالطبع كل الأعمال ليست على المستوى الجيد، ولكن أعتقد أن هناك أعمالاً شبه جيدة، يعني لو بدأنا مثلاً بـ "صلاح الدين" ، "النظارة السوداء"، "الخطايا"، "السمان والخريف"، كلها كانت أدواراً مثل المباريات، فمباراة بعد مباراة تستطيع أن تكون فارساً متمكناً من اللجام.

- هل تتذكرين دورك في "حروب مصر" وتقديمك فيلم "جيوش الشمس"؟

كنت عضوة بالهلال الأحمر في أثناء عبور أكتوبر، وكنت في مستشفى قصر العيني لرعاية الجنود والضباط المصابين في الحرب، وقتها جاءني المخرج الراحل شادي عبدالسلام وكان يرغب في تسجيل اللحظات السعيدة للعبور مع الضباط، ولكوني لا أعرفهم جيداً، تولّيت مسؤولية التسجيل معهم خارج الكادر حتى تخرج الصورة والإحساس بشكل طبيعي، وهو الفيلم الوحيد الذي صوّر أبطال الجيش من الجرحى في مستشفيات قصر العيني والعجوزة، ومن إنتاج مؤسسة السينما، ولكن أكثر ما يحزنني هو أنني لا أعلم سبب عدم إذاعته في ذكرى انتصارات أكتوبر، فلا بد من إذاعته حتى تشاهده الأجيال الجديدة التي لم تعاصر حرب أكتوبر المجيدة، كما أن هذا الفيلم يتناول البُعد الإنساني للجنود برؤية المخرج شادي عبدالسلام.

- هل رغبت في تقديم الأفلام التاريخية بصورة أكبر؟

لم أسعَ إليها مطلقاً، بل عُرضت علي، منها فيلم "الناصر صلاح الدين" بترشيح المخرج يوسف شاهين في دور "لويزا"، ولكنني بعد ذلك احببتها بخاصة أنها لاقت نجاحاً كبيراً عند الجمهور.

حزينة لعدم عرض هذا الفيلم الرائع

- المخرج الراحل شادي عبد السلام رشحك لفيلم "المومياء" ثم "أخناتون"... حدثينا عن التجربتين؟

تجربتي في فيلم "المومياء" كانت قصيرة لكوني كنت ضيفة شرف، ولكن بعد تحقيقه جوائز عالمية ودولية عدة، رشّحني عبدالسلام لتجسيد دور أم أخناتون في فيلم "أخناتون"، وأرسل لي سيناريو العمل، إلا أن التصوير تأخر كثيراً، مما دفعني إلى الاتصال به، وقلت له: "أنا خايفة من كثرة التأجيل أعمل جدة إخناتون"، لكن القدر لم يمهله، وتوفي شادي عبدالسلام وظل الفيلم حبيس الأدراج.

- ما الدور الذي لم تتخيلي نفسك تجسدينه؟

لم أتخيل مطلقاً دور زنوبية في فيلم "قصر الشوق".

لست راضية عن كل أعمالي... وأرفض نشر مذكراتي

- لك تجربة في الصحافة الورقية حيث كتبت مذكراتك بعنوان "أوراق مبعثرة"... لماذا لم تخرج هذه المذكرات إلى النور؟

بالفعل، عملت في تحرير باب حل المشاكل العاطفية والاجتماعية بمجلة "الموعد" على مدار ثمانية أعوام، للأمانة كانت تجربة رائعة وأحببتها كثيراً، وعرفت مدى صعوبة ومعاناة الصحافيين في عملهم، أما بالنسبة للمذكرات، فإنها لم ولن تخرج إلى النور، حيث إنني لست نابليون بونابرت أو جمال عبدالناصر.

- لماذا لم تفكري في تسجيل حياتك في برنامج تلفزيوني؟

لا أحبّذ فكرة تسجيل حلقات عن حياتي كما قلت لك فأنا إنسانة عادية وليست فيها أسرار كبيرة، ولكن يمكنني الحديث عن تجاربي الحياتية، وما استفدته منها وتقديمها للأجيال الجديدة، ورأيي فى الفن، والأدوار التي قمت بها في أفلام السمان والخريف والمومياء والناصر صلاح الدين.

- هل توافقين على تحويل مشوار حياتك إلى فيلم سينمائي؟

أتمنى تحقيق ذلك، فهي فكرة رائعة وأعتقد أن الفيلم سيكون جيداً.

- من أحببته أكثر حليم أم رشدي أباظة؟

بالطبع أحب الاثنين حباً جماً، ولكنني كنت قريبة أكثر لرشدي أباظة حتى شقيقته كانت دائماً تقول لي هو كان يحب التمثيل معك. للأمانة رشدي يتميز بالنخوة والرجولة، و"الجدعنة" والشهامة.

- من الفنانات الحاليات اللاتي تؤمنين بموهبتهن الفنية؟

الجيل الجديد جيد للغاية، وهناك فنانات مجتهدات ربما لا أعلم عنهن الكثير، ولكن هناك منهن فنانات متميزات، فلو تحدثت عن الجيل الذي جاء بعد جيلي، فهناك يسرا وليلى علوي، أما جيل الشباب فهناك أسماء جيدة مثل هند صبري ومنى زكي.

- هل تعيشين لحظتك الحاضرة أم تفكرين في الماضي أم في المستقبل؟

أنا واقعية أعيش اللحظة والساعة واليوم الذي أنا فيه، أما الماضي فيعتبر ألبوم ذكريات عطرة وشخصيات متميزة التقيت بها وأستعيد ما أضافوه لي، وأستفيد منه وأتزود به في يومي وغدي.

- ماذا عن التشاؤم والتفاؤل في حياتك؟

لست من النوع المتشائم، وأغلب الوقت متفائلة بحذر، لأنني أرى أن الحياة مزيج مختلف من لحظات السعادة والإحباط أو التعاسة، لكن لي فلسفة هي أنني مثلاً لو كنت أعيش يوماً غير سعيد، فإنني أحاول أن يكون ذلك جواز مرور إلى يوم أكثر إشراقاً.

نادية لطفي في سطور

من مواليد حي عابدين بالقاهرة في الثالث من كانون الثاني عام 1937.

بدأت مشوارها مع التمثيل على مسرح المدرسة في العاشرة من عمرها لتواجه الجمهور لأول مرة، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر عام 1955... مارست عديداً من الهوايات كان أولها الرسم، ثم التصوير الفوتوغرافي والكتابة، ثم التمثيل. اكتشفها المخرج رمسيس نجيب ورأى فيها بطلة فيلمه الجديد "سلطان" مع فريد شوقي العام 1958.

تزوجت نادية من جارها الضابط البحري، وشاركت بالعمل السياسي إلى جانب عملها الفني.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم