قمم عربية: رصدٌ تاريخي وانقلابات... ولا مبادرات

حتى يثبت العكس، تبدو القمة العربية الاقتصادية أكثر من هزيلة، بعد اعتذار غالبية رؤساء الدول عن عدم المشاركة، واختصار مستوى التمثيل الى ما دون رئيس دولة.وإذ يُنتظر ما سيحمله خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون وسط ما يحكى عن مبادرة أو ما شابه، يصبح من غير المنصف رمي القمة بسهام الفشل قبل انعقادها. وما يعزز هذه المعادلة أن القمم العربية السابقة لم تعدُ كونها مجرد خطابات ومواقف، وقلّة منها أنتجت "مبادرة عملية ومحسوسة".وربما ليس جديداً القول إن انعقاد القمة أو عدمها سيخرق الرتابة، وسط الغليان العربي، ووسط "اضطرابات" مستمرة في أكثر من دولة عربية محيطة.قمم عربية عدة انعقدت على وقع أكثر من انفجار وحدث وحراك عربي. وفي وجه هذه السخونة، كانت القمم العربية تكتفي بتوصيات وقرارات، هي نفسها في كل المحاور العربية والإقليمية: من القضية الفلسطينية الى الصراع العربي - الإسرائيلي، إلى حماية الحدود وزيادة التعاون الاقتصادي وغيرها من العبارات... علماً أنه في الاعوام الاخيرة، أُدخلت تعابير جديدة الى القاموس العربي، مثل "داعش"، ومحاربة التطرف والتصدي للارهاب. وإذا كانت قمة بيروت غداً تنعقد تحت عنوان اقتصادي، فلا يمكن أن تغيب عنها السياسة بالتأكيد، فأي رصد يمكن أن يُعطى لأبرز القمم العربية؟انطلاقة ورصدكانت الانطلاقة بين 1946 و1964. إن رصداً سريعاً لأبرز القمم العربية يظهر أنه في أيار 1946، اجتمعت الدول السبع المؤسِّسة للجامعة العربية (مصر، وشرق الأردن، والسعودية، واليمن، والعراق، ولبنان، وسوريا) في قصر أنشاص (في دلتا النيل – مصر) تحت عنوان عريض: "مناصرة القضية الفلسطينية". هذا المحور كاد أن يكون الوحيد على الأجندة العربية، وكان الاجتماع خجولاً ومصغراً، وربما لهذا السبب، يعتبر عدد من المؤرخين والمتابعين أن البداية الفعلية للقمم العربية تعود الى عام 1964، بسبب زيادة عدد الدول العربية المشاركة، بعد نيل العديد منها استقلالها، الا أنه كان لا بد من الانتظار...