الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الوضع المعيشي يدفع العائلات الى الاقتصاد في هدايا الميلاد

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
A+ A-

يقولون "الحركة بركة". زحمة سير، "عجقة" ناس في المجمعات التجارية وعلى الطرق، زينة الميلاد في الشوارع وعلى الابنية وداخل المنازل. كلها علامات تدل الى ايجابية في الشكل مفادها ان الاسواق ليست فارغة، وان الحياة لم تغادر لبنان. لكن في المضمون لا "بركة" يتمناها اصحاب المؤسسات التجارية على صعيد "الربح".


كل شيء بقيَ على حاله هذا العام لكن القدرة الشرائية للعائلات في تراجع منذ سنوات بسبب الوضع الاقتصادي الذي يشهد تأزماً مستمراً. ومن كان في الماضي يشتري الهدايا بقيمة 300 دولار اميركي بات يوم يشتريها بقيمة 150 دولار اميركي او 200 دولار اميركي. هذا الشيء يتحدث عنه باسهاب اصحاب المحال التجارية وخصوصاً تلك التي تبيع الالعاب، وهي المتضرر الاول من تراجع القدرة الشرائية.


جاد بجاني مدير احد محلات الالعاب في جونية تحدث لـ"النهار" عن حركة البيع هذا العام في موسم الميلاد. وقال "نحن نعتبر من اهم المحال في المنطقة على صعيد بيع الالعاب، وزبائننا معظمهم من الطبقة الوسطى والغنية، وحتى هؤلاء تراجعت قدرتهم الشرائية، والذي كان يشتري العاباً وهدايا بقيمة الف دولار ، يشتري اليوم بقيمة 700 دولار اي بمعنى آخر تراجعت القدرة الشرائية حوالي 30 في المئة". واوضح بجاني ان "معظم الزبائن يشكون من الغلاء الحاصل ولا احد مرتاح والاكثرية يشترون الهدية المناسبة فقط". واشار الى ان مؤسسته "تحسبت قبل موسم العيد لتراجع المبيعات هذا العام، ولم تستورد الالعاب بالكمية التي كانت تستوردها في الاعوام السابقة".
لورا انطون مسؤولة عن فرع من محال الالبسة نقلت ايضاً لـ"النهار" حقيقة الاوضاع في السوق اليوم. وقالت ان "هناك حركة بيع لكن ليس كما كان الوضع سابقاً، ومعظم الزبائن الذين اعتدنا عليهم في السنوات السابقة غابوا عنا هذا العام، والذي قصدنا لم يشتر بالقيمة نفسها التي كان يشتري بها في الاعوام السابقة".
هذه حال عينة من المحال التجارية التي لها علاقة مباشرة بعيد الميلاد.
كثير من العائلات بات يتأقلم مع الغلاء المعيشي الذي لم ترافقه زيادة على صعيد الرواتب، فباتت تقتصد في شراء الهدايا.
غرازييلا بو خليل تعمل ادارية في احدى الجامعات الخاصة، وتنتمي الى عائلة مؤلفة من 16 شخصاً. وجرت العادة في هذه العائلة ان يشتري كل فرد فيها هدية للآخرين. اي في ليلة عيد الميلاد تجمع حوالي 256 هدية امام شجرة العيد. وحتى في بعض الاوقات كان يحصل الفرد في هذه العائلة على هديتين من الشخص نفسه. غرازييلا قالت لـ"النهار" ان "العادة التي واظبنا عليها في السنوات الماضية خلال العيد لم ولن تتغيّر، صحيح ان قيمتها المادية قد تراجع بسبب الاوضاع الاقتصادية لكن قيمتها المعنوية لم تتغيّر لانها جزء من الرباط العائلي".
وعن اجتماع العائلة على عشاء العيد، قالت "مهما ارتفعت الاسعار ومهما انخفضت هذه "الجمعة" هي اساس كل شيء، ولن تستطيع اي ظروف ان تسرق منا هذا الشعور السعيد".
الين كيروز، موظفة في مؤسسة تجارية، قالت لـ"النهار" ان "العيد هذا العام جاء في وضع اقتصادي صعب على الجميع، ما ادى الى اقتصاد في شراء الهدايا او الى تضييق دائرة الاشخاص المشمولين بها". واوضحت انه "في الاعوام السابقة كنا نشتري الهدايا لاولاد العم والخال الا ان هذا العام اقتصرت الهدايا على الدائرة العائلية المصغرة. وابقينا على اللقاء العائلي الكبير اي غداء العيد حيث تجتمع العائلة بكل افرادها".
وفي اجابتها على سؤال في شأن تأثر شراء مكونات الغداء العائلي، قالت "اللبناني عايش لياكل فلا شيء يمنعه عن الافراط في شراء ما لذّ وطاب".


جوزف عبد الله، استاذ في معهد مهني،  لم يخف تأثير الوضع الاقتصادي على شراء الهدايا. واوضح لـ"النهار" ان "شراء الهدايا متواصل كما في السابق لكن بطريقة اخرى، اي بمعنى آخر نشتري ما هو ضروري ونجد انه يجب ان يحصل عليه الشخص". وعزا سبب هذا التراجع الى "عدم رفع الرواتب بشكل يتناسب مع الغلاء المعيشي الذي يشهده لبنان". لكنه قال "نحن مصممون على شراء الهدايا في هذا العيد ايا تكن قيمتها المادية لان فرحة العيد ليست متوقفة على الهدية انما على اجتماع العائلة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم