الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

عرائش الأدب

سمير عطاالله
Bookmark
عرائش الأدب
عرائش الأدب
A+ A-
عندما كنا في العشرينات، هائمين في شوارع بيروت، ومتسكعين تحت شرفات البنات، كان روبير غانم يتحدث دوماً في شيء لا نعرفه، يسميه الموت. وعندما غاب الأربعاء الماضي، غاب أخيراً في عالم طالما تحايل عليه وحاول مداراته، قارئاً في وجهه الشعر كمن يقرأ التعاويذ على الأشباح الغاضبة كيما يبعدها.بسبب الخوف، والتطير، كان روبير غانم يتحاشى المصاعد والسيارات، ولم يركب طائرة في حياته، ولم يعبر الحدود، خوفاً مَرَضياً على إثنين: هو ولبنان. ولذلك، كتب عن غيفارا وتاه في تيه الفلسفة ومتاهات الوجود، وظل في نهاية التجوال، طيراً يغرّد في كروم بسكنتا ولِخف صنين، حيث يولد الناس شعراء او فلاسفة.في جيل روبير غانم، كانت العائلات، لا الافراد، تولد للشعر والأدب. وكان شيء من تقليد، أو بداهة، أن يلد الرحم الواحد سرباً من صنّاع الكلمة ومَهَرة الكتب. وفي بيت عبدالله غانم كتب الشعر جورج وروبير وكتب غالب الفكر والقانون. وتراجع باقي الابناء تأدباً لئلا تتَّهم العائلة بالاحتكار.وفي زمن الأب عبدالله، وإلى زمن جورج وروبير في وهج الستينات، كان الشعر لا يزال جرساً يقرع ونصاً يلقى. فالشاعر هو "التروبادور" الذي يلحق بمسحوريه، أو يلحقون به، إلى حيث يعتلي ويلقي ويبعث في قلوبهم جنون الخدر وجنون الحماسة. حزن مفرح وفرح دامع. وكان الشعراء لا يزالون يعقدون الأمسيات في "الندوة اللبنانية"، المركز الأعلى للأدب والفكر وفيض الشعراء. وكان الشاعر لا يزال خطيب المدارس والجامعات والاعراس والجنائز والمهرجانات. فإذا لم ترن القافية رنّتها، فلا مقام للمقام.وقد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم