الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نجاح أول جراحة زرع رئة في لبنان والمنطقة... "وصلت للموت واليوم انكتبلي عمر جديد"

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
نجاح أول جراحة زرع رئة في لبنان والمنطقة... "وصلت للموت واليوم انكتبلي عمر جديد"
نجاح أول جراحة زرع رئة في لبنان والمنطقة... "وصلت للموت واليوم انكتبلي عمر جديد"
A+ A-

في كانون الأول شهدت مستشفى #الجامعة_الأميركية_في_بيروت على أول عملية جراحة زرع رئة في لبنان والمنطقة، نعمة وهب الأعضاء من الواهب الذي توفي كان بمثابة عيدية تاريخية للمريضة المستقبلة وللبنان بأكمله. بعد شهر على عملية الزرع أُعلن اليوم عن نجاح اول عملية زرع رئة في لبنان والمنطقة، وقد أجرى العملية المساعد في الجراحة في قسم جراحة القلب والصدر الدكتور جميل برجي وعاونه رئيس قسم جراحة القلب والصدر الدكتور بيار صفير. وقد تطلب نجاح العملية مشاركة فريق متعدد التخصّصات في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت تضمن اختصاصيين في التخدير، أمراض الرئة، قسم المناعة، قسم الصيدلة وعلاج الأمراض المعدية.

لم تكن المريضة البالغة (42 عاماً) تعيش حياتها كباقي الناس، "وصلت الى الموت" كما عبّرت في حديثها "أصبحت حياتي مكبّلة بآلة الأوكسيجين التي تضخ لي الحياة. لم أعد قادرة على الحديث او المشي او الوقوف، كنت شبه متوفاة بسبب توقف الرئتين بشكل تام. لا يمكن ان أصف ما مررت به "اليوم انكتبلي عمر جديد، انا اليوم عم عيش بعد ما كنت شبه ميتة".

تحاول حبس دموعها، ليس سهلاً ما مررت به، لم تكن قادرة عن الخروج من منزلها منذ سنتين بسبب سوء حالتها، هي اليوم تعيش بأمل مشرق. تقول: "لم أعرف هوية الواهب المتوفى او عائلته لكني أقول له اليوم شكراً لك، انتَ أنقذت حياتي بكل ما للكلمة من معنى".

شهر للتعافي والعودة الى الحياة

اليوم أصبحت المريضة قادرة على المشي والتحدث واسترجاع هذه التفاصيل اليومية الصغيرة التي تُشكّل بالنسبة اليها كل حياتها. من بكفيا الى مركز الجامعة الأميركية في بيروت، قطعت المريضة هذه المسافات وخضعت لفحوص كثيرة واجراءات طويلة وصولاً الى هذا اليوم الكبير، اجتازت شوطاً كبيراً وهي اليوم تسترجع عافيتها بعدما كُتب لها عمر جديد.

كانت تجلس في غرفتها رقم 1000، حين وصل وزير الصحة غسان حاصباني مع رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري والفريق الطبي الذي أجرى الجراحة. 

الرقم الأول في المنطقة

وأكد وزير الصحة غسان حاصباني في مؤتمره الصحافي في مركز الجامعة الأميركية في بيروت انه "بالرغم من المصاعب التي يواجهها لبنان في الأصعدة كافة نجحنا في إنجاز حدث مهم وإيجابي بنجاح اول عملية زرع رئة في لبنان والمنطقة"، مضيفاً "انتظرنا انتهاء كل المراحل والتأكد من نجاحها واليوم نلتمس حقيقة هذا النجاح الكامل".

برأي حاصباني ان "هذا الحدث الذي يشهده مركز الجامعة الأميركية في بيروت يستحق التهنئة لإدارة الجامعة والمستشفى والفريق الطبي الذين يعملون بجهد لوضع لبنان في طليعة التقدم الطبي والعلمي. لدينا مؤسسات نفتخر بها في لبنان لأن أعمالها ونجاحاتها هي التي تجعل لبنان صامداً بوجه كل التحديات وتجعل القطاع الصحي في لبنان الرقم الأول في منطقة الشرق الأوسط."

ثقافة الوهب = الحياة

وأشار وزير الصحة الى ان "هذا الانجاز هو بمثابة دليل على ان قطاعنا الصحي معافى ومتطور جداً، لذلك أتمنى عليكم تسليط الضوء على  نجاحات اللبنانيين الذين قرروا البقاء في لبنان لتحقيق هذه الإنجازات الطبية عوض السفر الى الخارج. وفي النهاية تظهر هذه الإنجازات صورة لبنان الحقيقي والعلمية والطبية والحضارية الناجحة".

من الإنجاز الطبي الى التفسير العلمي له، حيث أكد الاختصاصي في جراحة القلب والرئة الدكتور جميل برجي اننا "مسرورون جداً في المركز الطبي على نجاح اول عملية زرع رئة في لبنان والمنطقة، هذا الانجاز ما كان ليتحقق لولا دعم الإدارة ووزارة الصحة ولكن يعود الشكر الأكبر الى المريض الواهب الذي قرر وهب اعضائه بعد وفاته والى عائلته التي وافقت على هذا الإجراء، وبجهد استثنائي من اللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة (NOOD) بقيادة الدكتور اسطفان وفريقه".

مضيفاً "لا يمكن إجراء هذه الجراحات من دون ثقافة وهب الأعضاء. اليوم يمكننا القول ان زراعة الرئة في لبنان أصبحت حقيقة وخياراً للمرضى الذين يعانون فشلاً تاماً في وظائف الرئة".

بصيص أمل

من جهته، قال الدكتور زياد غزال، مدير المركز الطبّي في الجامعة الأميركية في بيروت ورئيس إدارة الخدمات الطبية: "تعتبر زراعة الرئة الخيار الأمثل للمرضى الذين يبلغون المراحل النهائية من إصابتهم بأمراض الرئة المزمنة مثل التليّف الكيسي. فإجراء مثل هذه العملية يمنح بصيص أمل متيحاً لمزيد من مرضى الرئة في المراحل النهائية والذين استنفذوا سائر الخيارات العلاجية فرصة الإستفادة من زرع رئة لاستئناف حياتهم بشكل طبيعي."

في حين اشار  رئيس قسم جراحة القلب والصدر الدكتور  بيار صفير الى "يسعدنا أن نرى النتائج المطمئنة لهذا التعاون بين مختلف الأطراف المعنية وبالأخص المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت واللجنة الوطنية لوهب وزرع الأعضاء والأنسجة (NOOD) ووزارة الصحة العامة. إن نجاح مثل هذه الحالات يشير إلى إمكانياتنا الواسعة لمعالجة حالات الزرع الأكثر تعقيداً والتي عادةً ما كانت تضطر المرضى للبحث عن العلاج في الخارج. كما يعزز هذا موقف المركز الطبي ولبنان كوجهة رائدة للحالات والعلاجات الجراحية الأكثر تعقيدًا."

إنقاذ الحياة

في حين عبّر رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري عن "سعادته في هذا الإنجاز، اولاً لإنقاذ حياة شخص وثانياً للجهود الطبية التي أثمرت نجاح هذه الجراحة من الجراحين الى أطباء البنج والممرضين والطاقم الطبي بكامله. يكشف هذا النجاح في هذا الوقت تحديداً عن قدرة الجامعة في تحقيق آمال الناس وطموحاتهم".

قبل اجراء هذه الجراحة، بقيت المريضة وفق الاختصاصي في امراض الرئة والجهاز التنفسي الدكتور صلاح زين الدين "تعالج لأكثر من 10 سنوات نتيجة معاناتها من مشكلة توسع القصبات والالتهابات المزمنة في الرئة. ويعود سبب هذه الحالة الصحية الى العامل الوراثي لكن في السنتين الأخيرتين توقفت وظائف الرئة بشكل تام مما جعلها تبقى على آلة الأوكسيجين للبقاء على قيد الحياة".

وأشار الى انه "عادة تزرع رئة واحدة في حالات الوهب، لكن في حالة المريضة اضطررنا الى زرع الرئتين لتبقى على قيد الحياة. تعيش الرئة بعد وهبها نحو 8 ساعات، وكانت المريضة على لائحة الانتظار منذ تشرين الأول".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم