الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الحق ليس على "الطليان"... ما أسباب انهيار نفق شكا؟

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
الحق ليس على "الطليان"... ما أسباب انهيار نفق شكا؟
الحق ليس على "الطليان"... ما أسباب انهيار نفق شكا؟
A+ A-

ليس الحق على "الطليان" في انهيار الأتربة الذي حصل أمس عند نفق حامات باتجاه بيروت، كما أن الحق ليس على شخص معين، بل هو وفق آراء المهندسين والخبراء الجيولوجيين والبيئيين نتيجة إهمال مستمر من العام 1983 تاريخ وضع الاوتوستراد الجديد قيد العمل إلى يومنا هذا.

فلا صيانة لجدران الدعم رغم ارتفاعها الشاهق، ولا إفراغ للردميات من وراء هذا الحائط التي غطته حتى القمة وبدأت تنساب على الطريق وفي مجاري المياه مما أدى إلى حصول ما حصل.

رئيس التجمع اللبناني لحماية البيئة المهندس رفعت سابا، قال لـ "النهار": "تاريخياً الجبل معروف بأنه معرض للانهيار بسبب تربته الرخوة وعدم إمكان تشجيره نظراً لانحداراته القوية، وهو منذ زلزال سنة 551 الذي ضرب المنطقة يتحرك جراء ترابه "المفوخر"، ولهذا فإن الانهيارات ستستمر ولن تتوقف بسبب طبيعة أرضه التي تتسرب اليها المياه بسرعة كونها تربة أقرب الى الكلسية".

وتابع: "نحن بحاجة إلى دراسة معمّقة لمنع تكرار ما حصل، تتركز أولاً على كيفية تصريف المياه من الجبل، ومن ثم تسوية ما أمكن من أرضه ليصار إلى تحريجها لمنع انجراف التربة، ومن ثم اعادة بناء جدران الدعم وتأمين قنوات تصريف مياه الشتاء مع ضرورة ان تبقى الجدران المدعمة بعيدة من الجبل لتستوعب خيرات الانهيارات على ان يصار الى افراغ هذه المنطقة من الردميات دورياً".

رئيس هيئة حماية البيئة في شكا المهندس بيار أبي شاهين، قال من جهته: "تربة الجبل مشبعة بالرطوبة وقابلة للانزلاق السريع لأنها تربة رخوة والخطر قائم في المنطقة منذ العام 1983، ولم يتحرك من وقتها أحد وكانت وزارة الاشغال تكتفي برفع الردميات عن الاوتوستراد".

وتابع: "كان في إمكان وزارة الاشغال حالياً تفادي ما حصل عبر وضع بلوكات باطونية عالية على الطريق وتدعيمها بصخور كبيرة لمنع اجتياز الردميات للمسلك الآخر ولكن الذي حصل قد حصل ونشكر الله عدم وقوع ضحايا بشرية جراء ذلك".

يتابع: "أما السبب المباشر للانهيارات فيعود الى عدة عوامل أبرزها التربة الرخوة وغزارة الأمطار، تفجيرات سد المسيلحة وشركة هولسيم وما نتج عنهما من ارتجاجات زادت في "فوخرة تراب الجبل"، إضافة الى الارتجاجات الناتجة من حركة الطيران الكثيفة في مطار حامات العسكري المجاور، إضافة الى الانهيار الذي حصل الاسبوع الماضي وراء قلعة المسيلحة. وعندما نلعب بجيولوجية الأرض علينا ان نفكر في محاذير ما نفعل وأن نؤمن تصريف المياه الشتوية قبل كل شيء".

وخلص إلى أنه "عند النفق القديم الصخور تحد من الانجرافات الكبيرة لكنها تحصل سنوياً، اما عند النفق الجديد فلا صخور بل تراب متحرك هش. وندعو وزير الاشغال الحالي الى حل جذري لهذه المعضلة خصوصاً أن الخطر قائم ومستمر ولا طريق تؤدي الى بيروت من الشمال غير هذا الاوتوستراد".

مواقع التواصل الاجتماعي ضجت بالتعليقات وتحميل المسؤوليات سياسياً لهذا المسؤول أو ذاك، لكن غسان قلاوون من راس نحاش البترونية كتب الآتي:

"رأي متواضع من ذاكرة ندية ووقادة الحمدلله

ما كان جبل حامات وليس جبل شكا ليقع لولا تفجيرات سد المسيلحة العظيم اذ لا شجر كثيفاً هناك ولا صخور كما هي الحال في جبل الشقعة. كانت تأتينا عواصف في الماضي البعيد والقريب أقسى مما هي اليوم عليه لتودي ببعض الصخور على طريق نفق حامات القديم وليس" شكا"! وما انجرف الجبل علماً ان لا جدران دعم له… من ناحية الجدار الذي هوى اليوم قبل قلعة المسيلحة لم يكن الضعف فيه إطلاقاً بل بالتصدعات في جوف الجبل الترابي فوقه وكمية المياه الغزيرة التي انهمرت كسابق عهدها في سنين متعاقبة وذاكرتنا تقول إن الشتاء كان لا ينقطع ابدا لمدة شهر كامل ومتواصل. اذاً على المعنيين المحظوظين ان يفتحوا تحقيقاً مع جيولوجية الارض هناك آخذين بعين الاعتبار ان بقية الجدران ستقع لاحقاً ان لم يكن في فصل الشتاء في غير فصول حتماً... والسبب الاهمال الغاشم والتخلف عن متابعة الاعمال من بعد انجازها كالسد العظيم والحرائق في الصيف المنصرم التي تواترت في الجبل عينه وكان الهواء يزكي ناره حيث استحال اطفاؤها لمدة اسبوع كامل ولم يبقَ سوى الحطب هناك. من ناحية أخرى إن كوارث محتم وقوعها على طريق المسيلحة - الهري، في هذا المكان، لان المياه تجرف جوانب الطريق متسببة بخنادق عميقة، والوحول تسيل فوقها طولاً وعرضاً ذلك لان المسؤولين لا يجرؤون ان يسألوا كيف طمرت السواقي ومعابر المياه هناك واستحدث مكانها ساحات للاتربة مثلاً... إلخ.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم