هل يستطيع المرء، في لبنان، أن يظلّ أبيًّا، أن لا يُحني كرامته، أن لا يسلّم روحه إلى البزنس، إلى البيع والشراء، إلى العمالة، إلى تاجرٍ دنيء، إلى منتهزٍ حقير، وأن "يقاوم" السقوط، وأن يترفّع عن الارتزاق الملوّث، وأن يحافظ على تماسكه الإنسانيّ، القِيَميّ والثقافيّ والأخلاقيّ، وأن يتحصّن بكَرَمه المجّانيّ، بفقره الماديّ، بصلابته، بمناعته الروحية، وأن لا يُصاب بالإحباط، وأن لا يُجنّ، وأن لا ينهار، تحت وطأة الانهيارات؟يمكنه ذلك، أكيدًا، وبالتأكيد. كيف؟ بأن "يستحضر" أرواح أمّه وأبيه وأهله وأصدقائه. وطفولته. ورغيفه الأوّل. وبيته الأوّل. ومخدّته الأولى. والعِلْم الأوّل. ومدرسته الفقيرة. والتنشئة. يمكنه ذلك، طبعاً، وبلا تردّد. وبافتخارٍ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول