السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

من الإيديولوجيا إلى المقاولات

رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
A+ A-
الحوار الذي جرى بين كيسينجر وماوتسي تونغ في أوائل السبعينات يكشف "الخيانة" للإيديولوجيا. أي العنصر اللا إيديولوجي لدى كبار الإيديولوجيين."المهنة الآثمة" – جهاد الزين عندما وضعت حرب فيتنام أوزارها بهزيمة الآلة الحربية الأميركية الجبارة، تغيرت الاستراتيجية الأميركية واتخذت منحى تجنُّبِ الحروب المباشرة قدر الإمكان، بعد تجربة آسيوية مرة. فانتقل كيسينجر بسياستها إلى الانفتاح على الخصوم الإيديولوجيين، من غير رجوع عن النزوع إلى الهيمنة والسيطرة، ليكون الاستثمار السياسي والاقتصادي في تشجيع الحروب البديلة والقتال بالوساطة التي أفضت إلى هزيمة الاتحاد السوفياتي في حرب عصابات أفغانية كانت أقل كفاءة من "الفيتكونغ"، لكنها أدمت الطيران السوفياتي، ومشاةَ الجيش الأحمر الذي استُدْرِجَ إلى مؤازرة "الثورات الماركسية" فوقع في ما وقعت فيه أميركا من قبل.وإذا كان النظام الأميركي المرن قد تمكَّنَ من تحمُّل الهزائم والنكسات، وأحْسَنَ امتصاصَها وتحويلها إلى منصات عبور لسياسات جديدة، فإنَّ جمود النظام التوتاليتاري، أدّى إلى تكسيره عند فتح أولِ ثغرة مهمة في ستاره الحديدي.وكان إنشاء دولة إسرائيل تجربةً ناجحة لتعطيل التطور الديموقراطي في البلدان العربية، بعد انهيار الخلافة العثمانية، ولإحباط مشاريع الحداثة والتنمية؛ كما كان إشارةً لانطلاق حروب عربية داخلية متوالدة، وانقلابات نابية عن سياق الاستقرار، كان أولها انقلاب حسني الزعيم الذي دبّرته الاستخبارات المركزية الأميركية، فَسُفِكَتْ دماء كثيرة، وأُهَريقَ نفط غزير، واسُتْهلِكَت أجيال متعاقبة، وضاعت الفرص تلو الفرص، بذريعة استرداد فلسطين... إلى أن أصبح العَلَمُ الإسرائيلي يخفق بلا وجل، في عديد من دول العرب، بعد أن تراجعت العداوة لإسرائيل، إلى حد التصالح... أو التحالف!!!؟وفي وقت ما، عندما كانت الفورة النفطية في دول الخليج وفي العراق تُنبئُ بثورة في التنمية والحداثة والعمران واللحاق بالعصر، شعرت الولايات المتحدة بأن كتلة نقدية جبارة بدأت تتكون خارج سيطرتها، فوجَّهت سياستها إلى تلك الدول- من موقع الصداقة "التاريخية" الافتراضية- لأجل تبديد تلك الكتلة، بعد أن ذاقت سابقًا مرارة قطع الإمداد النفطي عند اندلاع حرب أكتوبر.روى لي السيِّدُ الكحيمي، سفير السعودية السابق في لبنان، أثناء زيارته منزل توفيق سلطان في طرابلس أن أول احتياط نقدي مرموق كوَّنته المملكة، أُنْفِقَ عن بكرةِ دولاراتِه في الحرب التي نشبت بين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم