إنجرافات التربة في لبنان... "الحق على المواطن"؟!

شهد لبنان خلال الايام القليلة الماضية عاصفتين قويتين، حملتا كميات كبيرة من الأمطار، وعواصف ثلجية اغرقت الطرقات وجرفت التربة في مشهد كارثي للسكان وسالكd الطرقات. وقدرت كمية المتساقطات بحسب مصلحة الارصاد الجوية خلال 4 ايام 150 ملم من الأمطار، فيما وصلت في بعض المناطق إلى 250 ملم، بينما المعدل العام لشهر كانون الثاني بلغ 190 ملم. والمفارقة انه خلال 6 ساعات فقط سقط 56 ملم، ما يعادل 10 أيام من شهر كانون.

فيديوات وصور انتشرت لانجرافات التربة على الطرقات المحلية من الجنوب الى الشمال، كان آخرها طريق عام شكا، فاحتجزت سيارات على الطريق لساعات طويلة، بينما سجل سقوط 3 جرحى، نتيجة الانهيار.

وعلى الرغم من أن العاصفة لا تعد "قوية"، إلا أن رداءة البنى التحتية عامةً والطرقات خاصةً، كشفت عن "فضائح" لن يتحمل نتائجها سوى المواطن نفسه. فتقرير "ماكنزي" كشف أن 15% فقط من طرقات لبنان صالحة للسير، بحسب ما اكد رئيس شبكة سلامة المباني في لبنان المهندس يوسف عزام.

عزام اعتبر أن المشكلة الأساسية تكمن في حيطان الدعم الموجودة على جوانب الطرق، "ومن غير المنطقي أن تمطر قليلاً فتغرق البلاد وتنهار التربة، كما حصل في العديد من المناطق. فحائط الدعم يفترض به تحمل انجراف التربة لا ان ينجرف معها. وهنا يجب على الدولة أن تسأل المتعهد لماذا حصلت تلك "الكارثة"؟ واصفاً الوضع الحالي بمريض بنيته ضعيفة وهشة فتعرض لدفعة صغيرة وسقط أرضاً".

انجراف الطرق سيستمر بالطبع في فصلي الشتاء الحالي والمقبل وما بعدهما، وستشهد الطرقات انجرافات أخرى، على أمل أن لا تتسبب بخسائر في الأرواح. وإلى ان تعيد الدولة بناء استراتيجية للبنى التحتية والانماء المتوازن بين المناطق، على المواطن أن يتحسّب جيداً من اللوحات الإعلانية "الطائرة" والصخور المنحدرة من أعالي الجبال".