الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

يتألقون في أنديتهم ويفشلون في منتخباتهم... لماذا؟!

حسام محمد
A+ A-

إن كنت من أولئك المغرمين بمتابعة مباريات كرة القدم على كل المستويات حول العالم، فإنك تعرف بالضبط عما سنتحدث عنه في هذا المقال. نجوم عرفوا بإمكانيات هائلة ساحرة أثناء لعب كرة القدم مع أنديتهم، فشلوا في تحقيق الإنجازات لمنتخبات بلادهم، الأمر الذي دفع البعض إلى الاعتزال الدولي.

ولم تقتصر هذه القضية على نجوم من فئة معينة، إذ يمكن أن نبدأ بنجم برشلونة الذي يستمر في تحقيق المعجزات مع برشلونة في حين يعجر عن الإبداع مع منتخب الأرجنتين وصولاً إلى لاعبين على مستوى منطقتنا العربية.

وعلى الصعيد العربي، فشل محمد صلاح في أن يحقق لمنتخبه مثيلاً لإنجازاته مع ليفربول، كما يفشل اليوم اللاعب سوري عمر السومة في تحقيق هدف على الأقل، مع منتخب بلاده ضمن بطولة كأس آسيا، مع العلم أنّه هداف الدوري السعودي، وأحد ألمع نجوم آسيا من العرب.

كل ما سبق يدفعنا للسؤال لماذا يفشل النجوم في تحقيق الإنجازات التي يحققونها مع أنديتهم، عندما يلعبون مع المنتخبات؟ صحيفة إلكترونية عربية ترجع الأمر إلى الأسباب التالية:

- بعد النجوم عن البساطة

بالتأكيد مدربو المنتخبات لا يقضون وقتاً كبيراً مع اللاعبين كما في الأندية، حيث لا يسعف الوقت مدربي المنتخبات كي يضعوا خططاً معقدة وتكتيكات مرسومة كما الحال في الأندية، مما يجعل اللعب في المنتخبات معتمداً على خطة بسيطة لا تناسب النجوم.

على سبيل المثال، أحرز لاعب ليفربول السابق بيتر كراوتش 22 هدفًا مع منتخب إنكلترا، وهو ما يعادل مجموع ما أحرزه الرباعي: إيان رايت، ليسلي فيرديناند، روبي فاولر، أندي كول. مع العلم أن هذا الرباعي مجتمعًا أحرز ما يزيد على 600 هدف في البريمييرليغ، بحسب تقرير لشبكة ESPN نشر عقب اعتزال اللاعب لوكاس بودولسكي.

- الحافز المادي قد يكون أقوى من الولاء!

قد ترجع أسباب ضعف الأداء في المنتخبات إلى العائد المادي الذي لا يمكن مقارنته بما يحصل عليه النجوم من أنديتهم، وهو الأمر الذي دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى البحث عما ينصف اللاعبين مادياً ويحفزهم على اللعب مع منتخباتهم.

كمثال على ذلك تتم مكافأة النادي بمبلغ مالي نظير مشاركة لاعبيه في كأس العالم، وذلك بجانب برنامج حماية اللاعبين الذي أطلقه الفيفا في عام 2012، لتعويض النادي بمبلغ مالي في حال إصابة اللاعب مع المنتخب. ومع ذلك كل الأمور السابقة وما يشابهها إضافة إلى الدعم الذي تقدمه اتحادات كرة القدم لمنتخباتها لم يجدِ نفعاً.

- الجودة ليست أولوية!

لن تجد مدربًا من الصف الأول يتجه لتدريب المنتخبات إلا مع اقتراب مسيرته من النهاية، وكأنهم يعتبرونها وظيفة نهاية الخدمة، في حين يتوجه الفيفا والاتحادات القارية، إلى قاعدة الانتشار أولًا والجودة لا تهم، إذ يوسعون البطولات دون التفكير بأمر اللاعب الذي سيلعب لناديه ومنتخبه في آن واحد.

كأس العالم في طريق زيادة عدد منتخباتها من 32 منتخبًا إلى 48، وسبقته بطولة أمم أوروبا للمنتخبات التي ازداد عدد مشاركيها من 16 إلى 24. سيسمح ذلك بالطبع لمشاركة عدد أكبر من المنتخبات الأقل مستوى.

حتى المباريات الودية في أوروبا أصبحت تُلعب في شكل بطولة مستحدثة تسمى دوري الأمم الأوروبية مع وضع بعض الحوافز التنافسية والمادية. وفي أفريقيا، كانت تقام كأس الأمم حتى وقت قريب في منتصف الموسم، وكان اللاعبون مطالبين بترك أنديتهم الأوروبية في وسط المنافسات وعدم خذلان بلادهم في نفس الوقت.

الكل يسعى للتوسع ونشر اللعبة لإرضاء أكبر عدد ممكن من أعضاء جميعته العمومية، من دون النظر للموسم الشاق الذي يخوضه اللاعبون رفقة أنديتهم. وبما أن التوسع الدولي بات موازيًا لضغط منافسات الأندية، فلا يمكن لأحد أن يضمن للجمهور جودة ما سيشاهد.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم