الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أوليفييه أساياس: أفلام هوليوود الحالية "ينجزها" محامون!

المصدر: "النهار"
Bookmark
أوليفييه أساياس: أفلام هوليوود الحالية "ينجزها" محامون!
أوليفييه أساياس: أفلام هوليوود الحالية "ينجزها" محامون!
A+ A-
"حيوات مزدوجة"، من أكثر الأعمال السينمائية التي ظُلِمت في ٢٠١٨. ظلّ الفيلم مهمّشاً بلا صدى، منذ عرضه في مهرجان البندقية ضمن المسابقة الرسمية حتى خروجه إلى الصالات الفرنسية الأربعاء المقبل. لم نسمع ولم نقرأ عنه الكثير. قدّم المخرج الفرنسي أوليفييه أساياس فيلماً "ملتزماً" بالمعنى الواسع للكلمة لا تنقصه الأجواء المشحونة والمعالجة الكوميدية والموضوع الجذّاب. نكاد نخال أنفسنا في المسرح، ولكن مطعّماً بأدبيات اريك رومير، مع مسحة من هذا القلق الناضج الذي يحمله مخرج "إيرما فب" إلى شيء من السخرية اليائسة المحبَّبة. سخرية تمنعه من الوقوف على الأطلال. الحكاية معقّدة بقدر ما هي بسيطة. واذ بها تدشّن نقاشاً مشوّقاً ومهماً وضرورياً عن عالم ينتهي ليظهر مكانه عالم آخر لا يعرف "سكّانه القدامى" كيف يتعاملون معه.نتعرّف إلى ألان (غيوم كانيه)، ناشر يحاول قدر المستطاع التكيّف مع التطوّر التكنولوحي الذي أحدث ثورة في عالم النشر. تتحلّق حوله مجموعة شخصيات ذات دلالة، تتحدر من البيئة نفسها وتجمعها هموم متقاربة: بدءاً من زوجة ألان الممثّلة (جولييت بينوش) التي تناضل للفكاك من مخالب دور نمطي في مسلسل، والكاتب الذي يتعامل معها (فنسان ماكن) وهذا ليس "بييعاً"، لا بل تحدث آراؤه على "تويتر" مهاترات فارغة من وحي العصر. الباقي: تفاصيل داخل تفاصيل، وكلام يجرّ كلاماً، لنجد أنفسنا داخل متاهة لا يُمكن الخروج منها الاّ عبر التوجّه صوب الطبيعة. اذا جاز تلخيص الفيلم، فيُمكن القول انه عن معضلة التكيّف مع المستجدّات التي طرأت على المشهد الثقافي في العالم - في فرنسا والحال هذه - مع حلول الثورة الرقمية. كيف تتفاعل الثقافة مع هذا كله عندما يكون للمثقّف قدم في التراث والتقاليد وقدم في العالم الجديد الذي يرغب في ان يكون جزءاً فعّالاً منه؟ أي مستقبل للكتاب والفيلم في ظلّ التحوّل الكبير الذي شهده كلٌّ من الإنتاج والتوزيع؟ وهل يؤثر في فعل الخلق نفسه؟ اللافت ان الفيلم لا يجيب عن أي من هذه الأسئلة. هو نفسه لا يعرف جواباً عنها، بل يكتفي ببثّ الحيرة والحضّ على التفكير. طبعاً، كي يصبح الفيلم فرنسياً، روحاً ومعنى، لا بد ان يعرّج النصّ على قضايا محاذية، ولا بد ان تدلي الشخصيات كلها بدلوها، ولا بد ان تصبح البطولة "جماعية"، ويذوب الفيلم في قِدْر الـ"روميرية" (من اريك رومير). الكثير من الكلام في الفيلم، لكنه يبقى بعيداً من الثرثرة والثقافوية، والسبب هو ان الشخصيات تدرك هذا الفخّ ولا تقع فيه. يُحسَب لأساياس، وهو أيضاً كاتب السيناريو، تبسيط قضية وجعلها تبدو ظريفة لعلها تخاطب العقل والاحساس في آن واحد. أخيراً، واضحٌ انشغال مخرجنا الكبير بمدى تأثير الوسائط التكنولوجية الحديثة في السلوك البشري. عن التغيير الذي تشهده حياتنا والمسلسلات التي يبدو انها صارت "مصير" كلّ سينمائي والسينما الهوليوودية الحالية المعدومة الخيال، وتعاونه مع سيلفستر ستالون في فيلمه المقبل وشؤون أخرى، كانت لنا المقابلة الآتية مع أساياس، وهي الثالثة معه تُنشر في "النهار" منذ عام ٢٠٠٦.* من الواضح انك تعلم الكثير من التفاصيل الداخلية عن عالم النشر.- سبق ان نشرتُ كتباً عدة، ممّا جعلني مطلعاً على أسرار عالم النشر. أعرف النحو الذي تعمل به دور النشر. حتى في الفترة التي كنت فيها ناقداً في "دفاتر السينما" التي كانت أيضاً داراً للنشر. هذا كله كان جزءاً من حياتي السابقة. طبعاً، أجريتُ البحوث عن أساليب النشر الجديدة: ما الذي تغيّر، ما الأشياء التي تطوّرت. تشبّعتُ بكلّ ما كُتب في الموضوع وأنا أضع السيناريو. على غرار الشخصية الرئيسية، تحمّستُ في الماضي للموضوع عندما اكتشفتُ ان الكتب الالكترونية كان من المفترض ان تغدو مستقبل الكتب الورقية. الا ان المشروع لم يتحقق، فإلى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم