الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

التحذير الذي تلقّاه ايهود باراك

المصدر: "النهار"
Bookmark
التحذير الذي تلقّاه ايهود باراك
التحذير الذي تلقّاه ايهود باراك
A+ A-
تفاعلت الازمة التي خلفها انتصار زعيم "حزب الحرية" في النمسا يورغ هايدر، وخصوصا بعدما هددت اسرائيل باعادة النظر في علاقاتها مع فيينا في حال مشاركة هذا الحزب في الحكومة الجديدة. ومع ان المستشار فيكتور كليما طمأن باراك الى استبعاد هايدر من الحكومة الائتلافية، الا ان ردود فعل اسرائيل ظلت تتنامى بشكل هستيري خوفا من اتساع الموجة الشعبية المؤيدة لهذا التيار اليميني المتطرف. وعبّر رئيس الدولة عازر وايزمان عن قلقه البالغ من انبعاث الماضي النازي في لحظة وصفها بأنها حزينة لأوروبا. وشاركه رئيس الوزراء ايهود باراك خيبة الامل، وطالب العالم الحر "بضرورة قرع اجراس الانذار قبل انتشار طاعون النازية". ولكي تربك اسرائيل الحكومة النمسوية وتمنع المستشار كليما من الرضوخ لحزب الحرية، استخدمت كل الوسائل المتاحة اعلاميا وسياسيا، بحيث يظهر التعاون مع هايدر وكأنه تعاون مع وريث هتلر. وانضم الى جوقة المنتقدين الاسرائيليين زعماء المؤتمر اليهودي العالمي والمحامون اليهود الاميركيون، واصحاب المصارف الكبرى في فيينا الذين حذروا من انعكاس الخلل السياسي على الاستقرار الاقتصادي، وبما ان الاستقرار السياسي المزمن ساهم في زيادة معدل دخل الفرد وخفّض نسبة البطالة الى اقل من خمسة في المئة، فان اسرائيل مزمعة على دفع الاتحاد الاوروبي الى قطع علاقاته مع النمسا بهدف اشعار الشعب بأن قراره الانتخابي كان خاطئا. وكما تعاملت اسرائيل مع الامين العام الاسبق للامم المتحدة كورت فالدهايم، واتهمته بأنه شارك في اضطهاد اليهود عندما كان ضابطا في الجيش، فهي اليوم تتهم هايدر بأن عائلته النازية استولت على املاك تخص اليهود، وانها في صدد تحريك دعوى ضده لاسترجاع الاملاك المسروقة. ويبدو ان سياسة الترهيب احدثت ردود فعل متباينة داخل الطبقة السياسية في النمسا، الامر الذي خلق تيارين متعارضين في تصديهما لهذه الازمة: تيار الحزب الاشتراكي الديموقراطي بزعامة المستشار فيكتور كليما المطالب بالتهدئة وتشكيل حكومة ائتلافية تضم الاحزاب الصغيرة في حال بقي حزب المحافظين مصرا على الامتناع عن المشاركة، وتيار المستشار الاسبق كورت فالدهايم الرافض كل تدخل خارجي في شؤون البلاد الداخلية، والمنتقد سياسة الخنوع والاخضاع للاملاءات الاجنبية. وفي رأيه ان غالبية الذين صوتوا لمصلحة حزب الحرية (اكثر من 28 في المئة) لم يفعلوا ذلك لدوافع عقائدية، بل لدوافع اجتماعية تتعلق بحب التغيير. فبعد ثلاث عشرة سنة من حكم التحالف بين حزب الشعب والحزب الاشتراكي الديموقراطي. يجمع المحللون على القول بأن الحملة الاسرائيلية الشرسة ضد هايدر لا تعود الى جذوره النازية، بقدر ما تعود الى الهزائم السياسية التي منيت بها الدولة العبرية اثناء تعاملها مع حكام النمسا المحايدة. ففي عهد المستشار برونو كرايسكي تأزمت العلاقات اكثر من مرة الى ان بلغت ذروتها يوم استولى فدائيون فلسطينيون على قطار كان ينقل مهاجرين يهودا من اوروبا الشرقية الى فيينا. واتصلت غولدا مائير بالمستشار كرايسكي لتحرضه على قتل الفدائيين ورفض اي حوار معهم. ويبدو ان اتصالاتها المتكررة وعزوف كرايسكي عن الاستجابة لمطلبها، انتهت بنقاش حاد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم