الجغرافيا السياسيّة قد تخذله ... إردوغان لم يغضب فقط من كلام بولتون

لا تعوز الرئيس التركيّ رجب طيب إردوغان المصطلحات ولا التصرّفات الصادمة من أجل التعبير عن غضبه من السياسات الأميركيّة في سوريا. فمن تهديده واشنطن بـ"الصفعة العثمانيّة"، إلى رفض استقبال المستشار الأميركي لشؤون الأمن القوميّ جون بولتون، يؤكّد إردوغان بطريقة مستمرّة أنّ تركيا حليف "غير تقليديّ" للولايات المتّحدة.في أحدث حلقة من سلسلة التوتّرات الثنائيّة، برزت الأهداف التي تحدّثت واشنطن عن سعيها إلى تحقيقها في موازاة استعدادها للانسحاب من سوريا.ردّ الفعل الأوّلي لأنقرة على إعلان ترامب قراره الأساسيّ الانسحاب أظهر ارتياحاً "حذراً". ولعلّ التعابير الأولى لهذا الارتياح جاءت على لسان الرئيس التركيّ الذي قال إنّ الخطوة الأميركيّة دفعت بلاده إلى "التريّث بعض الوقت... كي نرى على الأرض نتيجة القرار الأميركيّ الانسحاب من سوريا". تريّث ودعوةفعلاً، بدا تريّث الأتراك في محلّه، ذلك أنه في الأيّام الأولى للسنة الجارية، راح ترامب يليّن موقفه مبطئاً سحب جنوده، ثم مطلقاً تصريحاً عن عدم تحديد جدول زمنيّ لسحب قوّاته. خلال الأيّام التي تلت تغريدة ترامب الشهيرة، حذّر البعض من أنّ تركيا ستكون أوّل المستفيدين من هذا القرار لأنّها ستراه ضوءاً أخضر لشنّ هجومها على منبج ومناطق شرق الفرات. لكنّ متابعين آخرين رأوا أنّ إردوغان قد فوجئ شأن مستشاري ترامب بالقرار الذي اتّخذه الأخير بناء على...