هل تُعقد طاولة حوار وطني لمناقشة أسس "الدولة المدنية"؟

تكرّرت الدعوات في الفترة الأخيرة لإقامة دولة مدنية في لبنان، وهي دعوة انطلقت منذ نحو 34 سنة لكنّها ظلّت من دون استجابة. ففي العام 1984 ألقى الرئيس حسين الحسيني كلمة في نادي متخرّجي الجامعة الأميركية بدعوة من "ندوة الدراسات الانمائيّة" عدَّد فيها شروط الخروج من المحنة نحو الدولة المدنية وذلك "بالانتقال من التمرّد إلى الحريّة، ومن الحرمان إلى الحقّ بالعيش الكريم وتكافؤ الفرص، ومن فكرة لبنان الملجأ إلى حالة الشعور بالأمان، ومن توزيع الحصص إلى التكافل والتضامن، ومن الاحتلال إلى التحرير، ومن التسلّط والقمع إلى الحكم والإدارة، ومن الخراب والدمار إلى الإنماء والاعمار". ولفت إلى أن "الدولة المدنية هي غير الدولة العلمانيّة من حيث اعترافها بوجود الجماعات الروحية، وهي غير الدولة الطائفّية من حيث انّها انفتاح على تكوين سياسي مدني يتخطّى الانقسامات الطائفيّة، وهي غير الدولة المدنيّة، فلبنان لجميع اللبنانيّين، وليس دولة إسلاميّة أو مسيحيّة، وهي غير دولة المزرعة من حيث التجديد والعقلنة والمؤسّسات، وهي غير الدولة العسكريّة العدوانيّة في الخارج والقمعيّة...