الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سهرات الشتاء "البيتوتية"... أين نحن منها اليوم؟

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
سهرات الشتاء "البيتوتية"... أين نحن منها اليوم؟
سهرات الشتاء "البيتوتية"... أين نحن منها اليوم؟
A+ A-

لم تعد سهرات الشتاء "البيتوتية" في ايامنا هذه كما كانت ايام زمان، وكما كنا نسمع عنها من المعمرين ومن الاهل على حد سواء.

فالسهر اليوم اصبح مع السامسونغ ،والايفون،والهاواوي ، والايباد، والفايسبوك والانستغرام ،والتويتر، وكل واحد من افراد العائلة يغني على ليلاه،من غرفته وسريره، فالبيت دافىء بسبب الشوفاج ،او الهواء الساخن ،والكهرباء مؤمنة ،لكنها ظاهرة اوصلت الى تفكك اسري لا مثيل له،فكيف كانت العائلات ايام زمان تمضي سهرات الشتاء؟.

يقول الكاتب والمؤرخ نبيل يوسف :"ان السهرات ليالي الشتاء ايام زمان كانت تكون في غرفة واحدة ، حول كانون الفحم او الدق او جفت الزيتون ،وهي كانت الوسائل الوحيدة للتدفئة ، قبل الصوبيات وستوف الحطب عند العامة ،اما المدخنة فكانت من نصيب الاثرياء، وكان الكبار يمضون وقتهم بشرب النبيذ المحرم على الاولاد الا"نقطة " لتدفئة الجسم قبل النوم ".

ويضيف :"اما المأكولات لتمضية السهرة فكانت البطاطا المشوية، والكستناء واليها حواضر الغلال الزراعية من انتاج الارض الوفير ،والحلويات كانت الى الزبيب المربيات المصنوعة منزليا على انواعها وهي من حواضر كل بيت،وكانت تسليتهم اما الحكايات القديمة ،او لعبة الداما اوالمجوز والمفرد ،الى ان حل ورق اللعب، ثم جاء الترانزستور فالتلفزيون وتطورت الامور مع تطور الايام".

وحول الطقس "والعيانات " يقول انها :" كانت تستمر لايام عديدة بعضها اربعين يوما من الزمهرير والبرد والصقيع حيث كان الثلج يصل الى عشرة امتار واكثر.

وكانت امي رحمها الله تخبرنا عن سهرات الشتاء ايام زمان فتقول :" كنا عائلة من ثمانية اولاد الى ابي وامي ، كنا نتجمع حول الموقد ونسهر مع بعضنا ، واذا جاءنا ضيوف ننقسم الى حلقتين الكبار مع بعضهم والصغار كذلك ولكن في نفس الغرفة ، الكبار يتبادلون الحديث حول الزراعة والغلال ونحن نلعب بما تيسر من العاب واذا ارتفع صوتنا كان الكبار ينهروننا فنسكت ".

وتضيف :" كان والدي اي جدي يجمع الصبيان ويقرأ عليهم قصص الزير وعنترة والمهلهل وشيبوب نافخا في صدرهم الشباب الرجولة والعنفوان ،وكانت امي تخبرنا قصصا وحكايات وتعلمنا الدرز والخياطة وحياكة الصوف.

وتتابع:" لكن الخبرية الاهم عندنا كانت عندما تخبرنا جدتي (جدة والدتي ) كيف نجت من التيتانيك وكيف البست رجالا زغرتاويين من ثيابها النسائية وخلصتهم ونجتهم من الموت المحتوم كونهم نسوة ...لقد كانت اخت الرجال "

وتضيف:"صحيح انها كانت ايام فقر وتعتير ،كنا نسهر على ضوء سراج الزيت ثم على نور الشمعة فلوكس الكاز الى ان وصلت الكهرباء لكنها ايام عاطفة وحب ومحبة تجتمع فيها العائلة مع بعضها البعض ومع الاهل الذين ينصحون ويعلمون ويسددون الخطى وكان الاحترام سيد الموقف الاولاد يحترمون اهلهم والصغير يحترم الكبير والبركة في البيوت وعلى هذا الاساس نمت البيوت وتربى الاولاد ولم يشعر احد بفقر او عوز اوجوع."

فاين نحن اليوم من كل ذلك؟.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم