المحامي عصام والدكتورة ريما وأبناؤهما ضحايا حادث سير في أميركا... السيارة احترقت ساعات ولم يتوقّف أحد

فرح بشراء سيارة، انطلق بها مع عائلته من منزله في مدينة ديربورن في ولاية ميشيغن الى فلوريدا لقضاء عطلة رأس السنّة، امضوا أياماً سعيدة مع بعضهم بعضاً، وفي طريق عودتهم وقع ما لم يكن في الحسبان، اصطدمت شاحنة يقودها مخمور بهم، اشتعلت على مدى اربع ساعات ليفارقوا على اثرها الحياة... هم عصام عباس وزوجته الدكتورة ريما واولادهما الثلاثة علي، إيزابيلا وانجي، وقد فجع لبنان واميركا بخبر وفاتهم.

حادث يفوق الوصف

هي نهاية مأسوية لعائلة عُرفت بحبها للحياة، انتظرها الموت كما قال حبيب ابن عم عصام والمقيم في ميشيغن لـ"النهار" على الطريق السريع، شارحاً "اصطدمت شاحنة يقودها عكس السير، اميركي مخمور يبلغ من العمر 41 سنة بسيارة عصام، احترقت من دون ان يتوقف أحد من المارة لمعرفة ما يدور، فقد ظنوا انه لا يوجد احد داخلها". واضاف "توفي عصام الذي سافر مع والديه الى اميركا منذ كان يبلغ من العمر نحو ثلاث سنوات، وزوجته (ابنة خاله) طبيبة العائلة ريما، واولادهما، اضافة الى السائق في حادثة اليمة لا توجد كلمات يمكنها التعبير عنها".

أمنية... ولكن

بنت جبيل مسقط رأس الضحايا حزينة على خسارة ابنائها، ولفت حبيب "عصام الذي أعتبره شقيقي، حيث ترعرعت واياه، درس القانون وتدرج حتى اصبح محامياً، لكنه عمل في مجال العقارات، وقد زار لبنان للمرة الاخيرة سنة 2006 الا ان نشوب حرب تموز سارعت في عودته الى اميركا". واضاف "قبل ان ينطلق الى رحلته مع عائلته الى فلوريدا التقيته، كان فرحاً بشراء سيارة، اطلعني انه سيتوجه بها مع عائلته لقضاء العطلة، تمنيت له اوقاتاً سعيدة والعودة بسلام، لكن ويا للاسف لم يتمكن من العودة، رحلوا جميعاً وكأنهم ابوا ان يفرقهم حتى الموت عن بعضهم البعض".

"عرف عصام بحبه لعائلته، ومواظبته على اخذها برحلات" بحسب ما قاله علي بيضون صديق عباس المقيم في اميركا والذي عمل واياه سابقا في شركة عقارية، قبل ان يضيف "عرف بشخصيته القوية، وحبه لفعل الخير، هو رجل طموح خسرناه في غفلة، نتمنى من الله ان يرحمه وعائلته ويصبر اهلهم وكل من عرفهم".