الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

المنتخب السوري يبحث عن ابتسامة وسط النزاع والانقسام

المصدر: "أ ف ب"
المنتخب السوري يبحث عن ابتسامة وسط النزاع والانقسام
المنتخب السوري يبحث عن ابتسامة وسط النزاع والانقسام
A+ A-

يدخل #المنتخب_السوري لكرة القدم منافسات #كأس_آسيا 2019، مشاركاً في أول بطولة رسمية له منذ اندلاع النزاع الدامي في البلاد قبل نحو 8 أعوام، آملاً في زرع ابتسامة على وجوه السوريين، لكن هؤلاء منقسمون حوله.

في كانون الثاني 2011، شارك المنتخب للمرة الأخيرة في البطولة القارية التي كانت مقامة في قطر، قبل أسابيع من دخول بلاده في نزاع مدمر بين نظام الرئيس بشار الأسد ومعارضيه. وبدءاً من الأحد، يعود "نسور قاسيون" إلى الساحة القارية من بوابة كأس آسيا في الإمارات، في مواجهة المنتخب الفلسطيني ضمن المجموعة الثانية.

ويقول لاعب المنتخب مؤيد عجان لوكالة "فرانس برس": "صنعت الضغوط وآلام الحرب فعلا إيجابيا في نفوسنا، حيث كنا مصرين على إسعاد الشعب السوري، الذي كان يحتاج إلى الفرح".

يضيف: "كان تأهلنا إلى الإمارات نصراً للجميع بعد 8 سنوات من مشاركتنا في نهائيات الدوحة 2011".

وانعكس النزاع سلبا على كرة القدم السورية. أوقف منافساتها في مرحلة أولى، قبل أن تعود بشكل خجول الى مناطق بقيت في منأى عن أعمال العنف كدمشق ومدن ساحلية، ولاحقا بشكل تدريجي الى مدن استعاد الجيش السوري السيطرة عليها كحمص (وسط) وحلب (شمال).

وبينما لا يزال المنتخب ممنوعاً من استضافة مباريات على أرضه، شكلت مشاركاته الخارجية المحدودة متنفسا نادرا للسوريين، أكانوا من مشجعي اللعبة أم لا.

وتقول ماريا بارود (29 عاما) الموظفة في متجر ألبسة بدمشق: "لم أتوقع في حياتي أن يأتي يوم وأحفظ فيه اسم لاعب كرة قدم، لكن مع المنتخب السوري حفظت أسماء كل اللاعبين وأتابع مواعيد مبارياته واشتريت القميص الخاص به".

تضيف: "لم يعد الأمر بالنسبة لي، مجرد لعبة ذكورية قاسية وجافة، صارت اللعبة مسألة وطنية وحساسة وننتظرها ونفرح، ونرقص حين يفوز المنتخب ونحزن ونبكي حين نخسر".

تتابع: "حزنّا كثيرا خلال الحرب ونبحث عن أي لحظة فرح لنستغلها".

وبلغ "نسور قاسيون" في 2018 مرحلة متقدمة من التصفيات المؤهلة الى كأس العالم في روسيا، وخرجوا بصعوبة أمام أوستراليا في ملحق التصفيات الآسيوية. وسيجد المنتخب السوري نفسه مجدداً في مواجهة الأوسترالي بطل آسيا، وذلك في المجموعة الثانية مع الأردن والمنتخب الفلسطيني.

وفي أواخر كانون الأول الماضي، أقام المنتخب حصة تدريبية مفتوحة للاعبيه أمام المشجعين ووسائل الإعلام قبل السفر للإمارات. وعلى ملعب تشرين الدمشقي، هتف آلاف المشجعين على وقع الألعاب النارية وأضواء الهواتف الذكية التي تلتقط الصور وأشرطة الفيديو.

وكان الأسد قد استقبل في تشرين الأول الماضي اللاعبين بعد تصفيات كأس العالم، والتقط معهم الصور التذكارية ووقع على قمصانهم الرياضية.

وقال الرئيس السوري حينها "أنا متأكد أن الفريق الوطني عندما كان يلعب، مثل كل مواطن سوري، يفكر وهو عندما يحاول أن يحقق إنجازاً".

بالنسبة إلى اللاعبين، الأهم حالياً هو البناء على الإنجاز المتمثل ببلوغ نهائيات البطولة التي ستكون الأكبر مع مشاركة 24 منتخبا بدلا من 16.

ويخوض "نسور قاسيون" مباراتهم الأولى في المجموعة الثانية الأحد أمام منافس يعرف تماما ما هي آثار الحرب والنزاع، هو المنتخب الفلسطيني.

ويقول حارس مرمى سوريا إبرهيم عالمة: "يجب أن نبقى مواكبين للرياضة لكي نبقي البسمة، في كرة القدم أو غيرها، ان تجمع الناس رغم كل الهجمات التي حصلت، رغم كل الظلم الذي تعرض له الشعب السوري".

مع انطلاق صافرة بداية المباراة الأولى، سيكون محمد بارافي (24 عاما) الموظف في شركة لأجهزة الكومبيوتر بدمشق، مستعدا لمشاهدتها مع التقاليد المعتادة: إجازة من العمل، ومتابعة عبر الشاشة في غرفته.

ويقول: "منتخبنا الحالي هو أفضل منتخب تنجبه سوريا، لأنه جاء من رحم الأزمة والمعاناة، وهو منتخب الحرب التي قست عليه كثيراً".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم