الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الأكراد يسعون إلى اتفاق مع دمشق بوساطة روسية

الأكراد يسعون إلى اتفاق مع دمشق بوساطة روسية
الأكراد يسعون إلى اتفاق مع دمشق بوساطة روسية
A+ A-

كشف المسؤول الكردي السوري البارز جيا كرد في مقابلة أجرتها معه "رويترز" في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة، أن زعماء أكراد سوريا يسعون إلى اتفاق سياسي مع حكومة الرئيس بشار الأسد بوساطة روسية بصرف النظر عن خطط الولايات المتحدة للانسحاب من منطقتهم.

وقال إن الإدارة الذاتية التي تسيطر على معظم شمال سوريا عرضت خريطة طريق لاتفاق مع الأسد في اجتماعات عقدت أخيراً في روسيا وانها تنتظر رد موسكو.

وإذا أُبرم الاتفاق، فإنه سيوحد مجدداً أكبر منطقتين في البلد الذي مزقته الحرب الدائرة منذ ثماني سنوات، وسيترك منطقة واحدة في شمال غرب البلاد في أيدي المعارضة المناوئة للأسد والمدعومة من تركيا.

وتشير المحادثات مع روسيا والمبادرات الجديدة حيال دمشق، إلى تغيير في الاستراتيجية الكردية منذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره سحب القوات الأميركية من سوريا.

ومن أهم الأولويات الملحة للأكراد إيجاد سبيل لحماية المنطقة من تركيا التي تعتبر "وحدات حماية الشعب" الكردية المسلحة تهديداً لأمنها القومي.

وأرسلت تركيا جيشها إلى سوريا مرتين لمهاجمة الوحدات، لكنها أرجأت هجوماً على منطقة كبيرة خاضعة للأكراد في شمال شرق سوريا تنشط فيها قوات أميركية.

وفي تصريح الأربعاء قال ترامب،الذي لم يحدد جدولاً زمنياً للانسحاب، إن القوات الأميركية ستخرج ببطء "خلال فترة من الوقت". وأضاف أن بلاده ترغب في حماية الأكراد الذين كان لهم دور حيوي في الحملة الأميركية على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ورحب جيا كرد بفكرة الانسحاب البطيء، لكنه قال إن الولايات المتحدة لم تناقش الانسحاب مع حلفائها في سوريا الذين فاجأهم إعلان ترامب.

ولملء الفراغ المتوقع، يريد الأكراد من روسيا أن تساعدهم في تأمين نشر الجيش السوري على الحدود الشمالية. وهذا جزء من جهد أوسع لإبرام اتفاق مع دمشق يصون وضع الحكم الذاتي الذي يتمتعون به.

وقال جيا كرد إن روسيا وافقت على التوسط. وأكد أن "موضوع حوارنا مع دمشق غير مرتبط بقرار الانسحاب الأميركي ذلك أن هذا الحوار سيستمر وسنبذل كل جهدنا في هذا الاتجاه... القرار النهائي هو الاتفاق مع دمشق. سنعمل في هذا الاتجاه مهما كلف الأمر، وحتى اذا اعترض الاميركيون على هذا الأمر".

وأشار الى أن الأكراد يرون أن روسيا تحاول فتح آفاق جديدة مع دمشق.

"الكرة في ملعب روسيا ودمشق"

وتجنبت دمشق و"وحدات حماية الشعب" المواجهة إلى حد بعيد خلال الحرب، بل حاربتا أعداء مشتركين في بعض الأوقات.

وأجرى الجانبان محادثات سياسية العام الماضي في دمشق، غير أنها انهارت من دون أي تقدم. ولاحظ جيا كرد إن ضرورة دخول دمشق في حوار جدي باتت أكثر إلحاحاً الآن.

والأهداف الرئيسية لخريطة الطريق هي حماية الحدود من تركيا، وإيجاد وسيلة لدمج الكيانات الحاكمة في شمال سوريا في الدستور، وضمان التوزيع العادل للموارد في شمال البلاد وشرقها.

وخلص جيا كرد الى أن "الكرة الآن في ملعب روسيا ودمشق... على هذه الأسس يمكن التفاوض والبدء بالحوار في هذه المرحلة".

وسيكون أحد التحديات الرئيسية التوفيق بين مطالب الحكم الذاتي الإقليمي وهدف الأسد بسط السلطة على كامل البلاد مرة أخرى. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال أخيراً إن إقامة نظام اتحادي في سوريا غير مقبول.

وقال جيا كرد :"هناك جهات محافظة في دمشق يودون غض النظر وإنكار ما تم اكتسابه في هذه المناطق أي أنهم يودون بسط سيطرتهم ونفوذهم على هذه المناطق كما فعلوا في مناطق أخرى"، لكن هذا مرفوض بالنسبة اليهم.

ومن أوراق التفاوض في أيدي الأكراد السيطرة على سدود على نهر الفرات، والسيطرة على حقول نفط وموارد أخرى. وقال جيا كرد إن هذا سيكون عنصراً رئيسياً في الحوار.

الا أن محللين يرون أن وضعهم التفاوضي ضعف بإعلان ترامب سحب القوات، والذي زاد مخاوف الأكراد من هجوم تركي.

وتعتبر تركيا "وحدات حماية الشعب" امتداداً لـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور الذي يخوض تمردا في تركيا منذ 34 سنة .

ويعتقد محللون أن الأسد و"وحدات حماية الشعب" يمكن أن يتعاونوا معاً ضد المعارضة المسلحة التي تدعمها تركيا في شمال غرب سوريا.

وقال جيا كرد :"إنهاء الاحتلال (التركي) والإرهاب في تلك المناطق يتطلب أن يكون هناك اتفاق سياسي جذري مع مناطق الإدارة الذاتية" التي يقودها الأكراد. وأضاف: "هذا سيكون دافعاً كبيراً في إنهاء الاحتلال والقضاء على الإرهاب بشكل كلي في سوريا".

بومبيو وبولتون الى المنطقة

وقبيل جولة لوزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في الشرق الأوسط، أكد مسؤول كبير في الوزارة أن ليس لدى الولايات المتحدة جدول زمني لسحب قواتها من سوريا، لكنها لا تنوي البقاء إلى أجل غير مسمى.

وقال إن الحكومة التركية تتفق مع الولايات المتحدة على ضرورة مغادرة الوحدات العسكرية الخاضعة للسيطرة الإيرانية، الأراضي السورية.

إلى ذلك، بدأ مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون أمس جولة شرق أوسطية تشمل إسرائيل وتركيا، ليبحث في جملة من القضايا في مقدمها سوريا وإيران و"داعش".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم