فرنسا: تعبئة جديدة لـ"السترات الصفر"... الحكومة تهاجم "مثيري الشغب"

أظهرت الحكومة الفرنسية اليوم حزما وانفتاحا في آن واحد عشية تعبئة جديدة لحركة "#السترات_الصفر"، منتقدة "مثيري الشغب" الذين "يريدون إسقاط الحكومة".

وقال الناطق باسم الحكومة #بنجامين_غريفو اليوم، عقب أول اجتماع لمجلس الوزراء هذه السنة، إن هذه الحركة "أصبحت، بالنسبة الى أولئك الذين لا يزالون ناشطين، عملا يقوم به مثيرو الشغب الذين يريدون العصيان وإطاحة الحكومة".

وبعدما شهدت نهاية العام تراجعا للتعبئة، دعا ناشطو "السترات الصفر" الى استئناف التظاهرات السبت. وتتواصل الدعوات على شبكات التواصل الاجتماعي للتجمع في "أماكن رمزية" داخل المدن الفرنسية.

واعتبر الناطق ان "الأكثر تطرفا" من الذين تعود بعضهم "الظهور على شاشات التلفزيون" يخوضون "نزاعا سياسيا"، مشيرا خصوصا إلى إريك درويه، أحد قادة تظاهرات "السترات الصفر" الذي اوقفته السلطات الفرنسية مساء الأربعاء في باريس قرب جادة الشانزليزيه، وأثار توقيفه استهجانا لدى المعارضة واليمين واليسار على السواء. ولاحظ ان من لا يزال يشارك في التعبئة "لا يريد المشاركة في الحوار الوطني".

منتصف كانون الأول، وبعد أسابيع من أعمال العنف، ألغى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الزيادة الضريبية على الوقود، وأمر بزيادة 100 أورو لخمسة ملايين شخص يتقاضون الحد الأدنى للأجور، وبإلغاء ضريبة مقررة على معاشات التقاعد، وذلك في محاولة لاحتواء غضب "السترات الصفر"، اضافة الى اطلاق حوار وطني كبير يرمي الى تقريب الفرنسيين من صناع القرار السياسي.

ويبدو ماكرون حازما على صعيد استعادة زخم ولايته الرئاسية والمضي في إصلاحاته. وقال المتحدث غريفو: "علينا، من دون شك، الذهاب الى أبعد من ذلك في التغيير، ان نكون أكثر راديكالية في نهجنا وأسلوبنا" كي "نحقق الرغبة في التغيير لدى الفرنسيين، لأن هذه الرغبة هي التي أوصلتنا إلى الحكم".

إلا أن الإصلاحات، وبخاصة تلك المتعلقة بتعويض البطالة أو نظام التقاعد، يصعب تنفيذها سياسياً واجتماعياً، في وقت باتت شعبية الرئيس والحكومة في أدنى مستوياتها.