"طفلة" أنجبت طفلة... ما المخاطر الصحية للولادة في سنّ مبكرة؟

بعد حادثة اغتصاب ابنة الـ16 عاماً من زوج عمتها وإنجابها طفلة في مرحاض المستشفى، تعود إلى الواجهة جدلية الزواج المكبر وجرائم الاغتصاب لا سيما القاصرات. لن ندخل في الشق القانوني والاجتماعي، بل سنتناول فقط المخاطر الصحية التي تواجهها الفتاة القاصر خلال الحمل والولادة التي تكون خطيرة في بعض الأحيان.

برأي الاختصاصي في الأمراض النسائية والتوليد، والصحة الجنسية ونائب رئيس الاتحاد الدولي لطب النساء الدكتور فيصل القاق انه "مما لا شك فيه ان مسألة زواج وحمل القاصرات تحمل أعباءً صحية ونفسية وأسرية واجتماعية. في العالم اليوم هناك قرابة 18 مليون فتاة زوّجن بعمر المراهقة".

ويشير القاق الى ان "حمل القاصرات ووضعهن لهما تداعيات وأعباء كثيرة، سواء من ناحية السلوك الصحي للفتاة او من الناحية الجسدية ومخاطرها. فمن ناحية السلوك الصحي، تعاني الفتاة القاصر من عدم الوعي الكافي للمتابعة الصحية المطلوبة خلال الحمل، حيث تشير الدراسات الى تقصير في انتظام متابعة الحمل وعدم الالتزام بالأدوية والفحوص الضرورية كالصورة الصوتية وفحص الدم وغيرها، عدم الالتزام بالزيارات المطلوبة للطبيب، إضافة الى عدم التقيد بالإرشادات الصحية والسلوكية الصحية لتأمين حمل وولادة سليمة لها وللجنين.

المخاطر الصحية:

كذلك يشرح القاق عن المخاطر الصحية التي تواجهها الفتاة خلال الحمل والولادة بنسب مختلفة ومرتفعة، والتي تحمل أحياناً مضاعفات خطيرة ومميتة أهمها:

* ارتفاع نسبة مخاطر الإجهاض

* خطر النزيف نتيجة عدم النمو الكافي والمطلوب للجهاز الإنجابي عند الفتاة.

* ارتفاع في معدلات سكر الحمل

* ارتفاع نسبة الولادة المبكرة، وازدياد احتمال الولادات القيصرية وإنجاب مواليد صغار الحجم.

* ولادة صعبة وتمزق مهبلي خلال الولادة وارتفاع مخاطر الإصابة بحمى النفاس (اي التهابات ما بعد الولادة).

* نزيف ما بعد الولادة الذي يكون خطيراً في بعض الحالات.

أما على الصعيد النفسي:

- مخاطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة والهمود

* عدم القدرة على الاهتمام بالطفل المولود والرضاعة

* تقصير في نظام غذائها وغذاء المولود وعدم القدرة على مباعدة بين الولادات.

اذاً، وفق الاختصاصي في الأمراض النسائية والتوليد، والصحة الجنسية "نشهد ارتفاعاً بنسب مختلفة لمضاعفات ومخاطر مرتبطة بصحة القاصر خلال الحمل، وهناك تأثيرات على عملية الحمل او على المولود من ناحية حجمه وتربيته. ويعود ذلك الى عدم جهوزية القاصر وصحتها الإنجابية والجهاز الإنجابي، وعدم جهوزية الجسم الذي هو في طور النمو بالإضافة الى عدم الجهوزية النفسية".

لذلك يتابع القاق "من المهم ان نعرف ان الحمل والولادة لا يرتبطان فقط في الشق الجسدي بل هي منظومة متكاملة لها علاقة بمفهوم الأسرة والشراكة والتربية والاهتمام بالجسم والتغذية والسلوك الصحي... قد يناقش البعض حالات زواج قاصرات لن يواجهن هذه المخاطر والمضاعفات الصحية، لكن تبقى هذه الحالات استثنائية لا تلغي الثغر المذكورة سابقاً والتي تشرح بوضوح العوائق والصعوبات التي تواجهها هذه الفتاة في الصحة الجسدية خلال الحمل والولادة السليمة في سن مبكرة.