الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

2018: عام الكولونيل ساتيو

سمير عطاالله
Bookmark
2018: عام الكولونيل ساتيو
2018: عام الكولونيل ساتيو
A+ A-
أحياناً، وخصوصاً في حالات الابتذال الشديد، تصبح العامية اكثر تعبيراً من طاقات الفصحى. لذلك، لا يكفي القول إن 2018 كان عام الذروة في تراجع الديموقراطية عبر العالم، فالأكثر دقة القول إنه "شبشلة" أو "تشوّش"، أو أسوأ. وبما ان ظلم ذوي القربى اشد مضاضة، فقد عانَتْ هذه الصيغة المتفاوتة النجاح والفشل، من اكثر الدول تعلقاً بها: الشعب البريطاني يقترع للخروج من رحمه الطبيعي. والشعب الاميركي تحت انفعاليات رئيس لا شبه لسلوكه التعسّفي، المتفلّت من كل الضوابط. حتى الدول الفاشلة، أي تلك التي لها اعلام ورايات ومقاعد في المحافل الدولية، لكنها في الواقع مجموعات قبلية، بدائية، تحتكم الى تزوير القانون وتسخيف مضامينه. فالكونغو هو أيضاً يذهب الى الانتخابات بموجب قوانين تشبه النسبية، وربما ادعت ايضاً الانتساب الى اينشتاين. لكن العلّة الاساسية في الديموقراطية أنها تحمل على مَحَفَّة واحدة رجالاً أمثال ايمانويل ماكرون في باريس وفيكتور أوربان في بودابست.لا يزال معظم العالم يعمل بالدرس الذي اعطاه الرقيب النسموي أدولف هتلر. وهو ان الاصرار على الكذب يحوّل نحت النحاس الى لوحات. والكذب المتكرر في عصور الضحالة، لا يتحول فقط الى حقائق، بل يتعدّاها في خدر الشعوب إلى مواجهة مع المقدسات. القائد هتلر لم يعد مجرد زعيم يجر خلفه الشعب الجرماني وَوَرثة الامبراطورية النمساوية، ارقى الامبراطوريات في التاريخ، بل صار منظِّروه يعقدون المقارنة كل يوم بين عظمته ومسكنة المسيح. فمن هو ابن الجليلي هذا إلاَّ صديق لدزينة من صيادي الاسماك، يبشّر بقبول الصفعة والخضوع لسخرة الاميال مضاعفة، في حين ان الفوهرر يضرب بريطانيا ويحتل فرنسا، وينقضّ على الروسيا ولن يمضي وقت إلا ويكون قد أصبح إله الكوكب الازرق.تعبّر الديموقراطية عن صورتها اولاً، بالخطاب الذي تعتمده. لذلك لن تجد في عالمها ودولها خطاباً يتعدى نصف الساعة،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم