مليون حالة كوليرا في اليمن... والسبب أفريقي!

توصل باحثون إلى أن سلالة الكوليرا التي سببت الوباء المتفشي في اليمن، هي الأسوأ في التاريخ، التي جاءت من شرق أفريقيا ومن المرجح أنها وصلت من طريق المهاجرين.

مليون حالة كوليرا في اليمنواستخدم الباحثون في معهد ويلكام سانجر البريطاني ومعهد باستور الفرنسي تقنيات التسلسل الجيني، وقالوا إنّهم باتوا الآن في وضع أفضل يمكنهم تقدير خطر انتشار الكوليرا مستقبلاً في مناطق مثل اليمن، وهو ما يتيح للسلطات وقتا أكبر للتدخل.

وقال الأستاذ لدى معهد سانجر وكلية لندن للصحة والطب الاستوائي الذي شارك في الإشراف على الدراسة، نيك تومسون: "معرفة كيفية انتقال الكوليرا عالميا تمنحنا الفرصة للاستعداد بشكل أفضل لموجات التفشي في المستقبل".

وخلال نحو أربع سنوات من الحرب في اليمن، جرى الإبلاغ عن نحو 1.2 مليون حالة اشتباه في الإصابة بالكوليرا منذ عام 2017 و2515 حالة وفاة.

وحذرت منظمة الصحة العالمية في شهر تشرين الأول الماضي من تسارع انتشار الكوليرا مجدداً حيث يجري الإبلاغ حالياً عن نحو عشرة آلاف حالة اشتباه في الإصابة أسبوعياً، وهو ما يعادل ضعف المعدل المتوسط خلال الشهور الثمانية الأولى من 2018.

سلالة الكوليرا مرتبطة بالمهاجرينلبحث أصول الانتشار، قام فريق معهد سانجر ومعهد باستور بعمل تسلسل جيني لعينات من بكتيريا الكوليرا جمعت من اليمن ومناطق قريبة. وشمل ذلك عينات من مركز للاجئين اليمنيين على الحدود السعودية اليمنية و74 عينة أخرى من الكوليرا من جنوب آسيا والشرق الأوسط وشرق ووسط أفريقيا.

بعد ذلك، قارن الفريق الذي نشر نتائج الدراسة في دورية "نيتشر"، تلك التسلسلات بمجموعة عالمية تضم أكثر من 1000 عينة كوليرا وتوصل إلى أن السلالة التي تسببت في الوباء باليمن تتصل بسلالة رصدت أول مرة في عام 2012 في جنوب آسيا وانتشرت عالمياً.

غير أن الباحثين وجدوا أن السلالة اليمنية لم تصل مباشرة من جنوب آسيا، وإنما انتشرت وسببت موجات من الإصابة في شرق أفريقيا في 2013 و2014 قبل أن تظهر في اليمن في 2016.

وأشار تومسون إلى أنّ "علم الجينوم مكننا من اكتشاف أن سلالة الكوليرا المسؤولة عن الوباء المدمر الحاصل في اليمن مرتبطة على الأرجح بهجرة أشخاص من شرق أفريقيا إلى اليمن"، مضيفاً "أن العينات المتاحة لا تسمح للفريق بأن يحدد على وجه الدقة البلد الذي أتت منه السلالة في شرق أفريقيا".