خطة معالجة نفايات بيروت تحت مجهر "القوات"

بهدف تأمين أفضل الحلول التي تتناسب مع مصلحة مالية الدولة وصحة المواطن وتكون خالية من الفساد وبعيدا عن الخطاب الشعبوي، يتابع حزب "القوات اللبنانية" مسألة معالجة النفايات عبر المحرقة التي تنوي بلدية بيروت إقامتها في إحدى مناطق العاصمة قبل اتخاذ القرار النهائي في تأييد هذا المشروع أو رفضه طبقاً للمعطيات والإجابات المستخلصة من هذه المتابعة.

واكيم: أولويتنا حسن الإدارة وتأمين التقنيات الحديثة

وفي هذا السياق، زار نائب بيروت في تكتل "الجمهورية القوية" عماد واكيم على رأس وفد قواتي بلدية بيروت مرتين مع رئيس البلدية وناقش معه بحضور خبراء بيئيين ورقة ملاحظات قدّمها خبير دولي استعانت به "القوات" في شأن مجمل الخطة المطروحة، أي الجدوى والفاعلية والكلفة والاستمرارية والمحاسبة والأثر البيئي وصلاحية المكان الذي اختارته البلدية لتأسيس المحرقة.

وأكد واكيم أن "القوات قدمت ملاحظات كانت مدار بحث في العمق في الاجتماع مع البلدية، وقد اتفق على أن تقدّم البلدية للوفد أجوبة مكتوبة على الدراسة التي قدّمها الخبير الدولي الاسبوع المقبل بما يمكن أن يساهم في تعديل بعض بنود دفتر الشروط وإعادة درس بعض النقاط بغية معالجة بعض الثُّغر التي يمكن أن تتيح تجاوز الأهداف المرسومة للخطة".

وأوضح واكيم ان "الهدف من متابعة هذا الملف هو الوصول الى اقصى حدود الشفافية فيه على صعيد آلية العمل وعملية المحاسبة في حال التقصير والتي قد تصل الى وقف العمل، إضافة الى الاثر البيئي واختيار المكان الافضل لاقامة المحرقة". وتابع "لهذا السبب شرّحنا دفتر الشروط بهذه الطريقة لقطع الطريق امام اي محاولة في المستقبل لسوء الادارة في هذا الملف". وشدد على انه "في حال أخذ بعين الاعتبار بملاحظاتنا وحتى اللحظة البلدية ايجابية جداً في هذا الموضوع، واذا نجحوا في تأمين أعلى درجة من الشفافية واستقدموا الجيل السادس من التقنيات المستخدمة في اوروبا واميركا، وتأكدنا من موضوع الرقابة وانا في صدد تقديم تعديلات على قانون ادارة النفايات لجهة تشديد الرقابة، وإدخال الجامعات التي تملك المختبرات والجمعيات المدنية المؤهلة للانخراط في عملية الرقابة وان لا تحصر السلطة بجهة واحدة".

كرم: "القوات" تمول دراسات بيئية بإشراف دولي

وعلى صعيد الدراسات التي تجريها "القوات" بتمويل منها بهدف التأكد من صوابية المقترح وأثره البيئي على بيروت، أكد رئيس الجهاز البيئي في "القوات" المهندس فريد كرم أن "القوات تمول على حسابها الخاص الدراسات التي تجريها مع خبراء دوليين كي يكون جوابها مستنداً الى مستندات علمية في حال سئلت عن رأيها في موضوع معالجة النفايات في بيروت عبر المحرقة". وأوضح كرم ان "القوات بامكانها ان تتخذ موقفاً شعبوياً لكنها لا تتعاطى بهذه الطريقة مع ملفات حيوية ومهمة بهذا الحجم". واشار الى ان "المفاوضات مع البلدية تجري على مرحلتين، الاولى دراسة دفتر الشروط على صعيد ادارة هذا الحل والشروط الرقابية عليه، والثانية على صعيد الموقع، فالكرنتينا ليست الموقع النهائي للمحرقة وقد يكون كذلك او في مكان آخر، لكن هذا تحدده دراسة الاثر البيئي".

هذا النهج الذي اعتمدته "القوات" في مقاربة خطة بلدية بيروت لمعالجة نفايات العاصمة كان مدار استحسان الأفرقاء المعنيين كما ترك ارتياحاً لدى الرأي العام نتيجة المتابعة الحثيثة والجدية للتفاصيل كافة، وذلك دون الدخول في نقاشات عقيمة ومزايدات وتهويل دون تقديم البديل، بل السعي لتعديلات علمية وعملية واتخاذ القرار بعد استكمال البحث سعياً للحصول على أفضل الشروط والنتائج.