الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

باعة الأطفال السعداء

جهاد الزين
جهاد الزين
Bookmark
A+ A-
لا أتابع العديد من البرامج التلفزيونية ومنها برنامج "أحمر بالخط العريض" إلا نادراً.لكن هذه المرة استحوذ فعلا على اهتمامي. أثار عندي أكثر من المشاعر، أثار تفكيرا ثقافيا وسياسيا يتخطى مجرد القصة المذهلة التي كشفها ثم ذهب بها إلى خواتيمَ، صناعتُها ليست مفتعلةً بل حقيقية حين يتساوى الحقيقي بالمنطقي.صحيح أن قصص لقاء الأهل الأصليين مع أبنائهم المتَبنِّين إراديا أو قسرياً من أهل آخرين، هي قصص تعج بها صحف وروايات وسينمات وتلفزيونات، لكن نحن هنا أمام قصة قوتها ليست فقط في أنها حقيقية وليست فقط في أن أشخاصها يتنفسون ويرتبكون وينفعلون أمامك، ولا حتى في أنك هنا أمام مصائر مكتملة تشاهدها من "نهاياتها"، وإنما أمام قصة تتعلق بواحدة من أهم سمات الحياة الحديثة وهي الانتقال البشري الفجائعي بين عالمَين متخلف ومتقدم. فاكتمال المصائر لا يحسم الهوية الأخلاقية أو اللاأخلاقية للقصة رغم ضراوتها. وسأشرح وجهة نظري:باختصار، ثلاث بنات طفلات، رلى ريم وفرح، باعهن أبوهن اللبناني الفقير الحال في لبنان قبل أكثر من عشرين عاما عبر وسيط إلى عائلات إيطالية لكي تتبناهنّ هذه العائلات فنشأْنَ بينها، البنت الكبرى فقط بسبب أن سنَّها كان سبع سنوات احتفظت بشيء من اللغة العربية والأهم الذاكرة الحياتية مع والديها والجزء من العائلة الذي بقي في لبنان. مالك مكتبي يؤمِّن جمْعَهن مع والديهما البيولوجيّيْن ويأتي بالأم والأب إلى إيطاليا لنشاهد لقاءات مع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم