الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

موقع إلكتروني قد يغير شكل الأسرة في المستقبل... كيف ستصبح الحياة؟

المصدر: "موداميلي"
جاد محيدلي
موقع إلكتروني قد يغير شكل الأسرة في المستقبل... كيف ستصبح الحياة؟
موقع إلكتروني قد يغير شكل الأسرة في المستقبل... كيف ستصبح الحياة؟
A+ A-

مع التطور والعولمة والانفتاح، تغيرت مفاهيم عدة في المجتمع ومن بينها الأسرة. فعلى سبيل المثال سمحت الكثير من الدول للزواج بين المثليين جنسياً، كما أعطتهم حق تبني الأطفال وتربيتهم. لكن كيف سينعكس ذلك الأمر على شكل الأسرة في المستقبل؟ في عام 2014، أراد تشارلز بورن، الممرض المثلي جنسياً والذي يعيش مع زوجه في ولاية فيلادلفيا بالولايات المتحدة الأميركية، أن يصبح أباً، بعدما بلغ من العمر 43 عاماً. وأراد الزوجان تبني طفل معاً، ولكن صديقاً له اقترح عليه فكرة "التربية الأفلاطونية للأطفال" أي الاتفاق بين شخصين على إنجاب وتربية طفل من دون أن تكون بينهما علاقة جنسية. وإنطلاقاً من هذه الفكرة قرر بورن أن ينشئ حساباً بموقع "موداميلي modamily"، وهو موقع يساعد في الربط بين الراغبين في تكوين أسرة.

إنجاب دون علاقة جنسية

وبحسب موقع BBC، تواصل معه بعد فترة قصيرة عضو بالموقع يدعى نيشا ناياك، وهي عالمة نفس مثلية كانت في الأربعين من عمرها. وفي الأشهر اللاحقة، التقى الاثنان مرات عديدة في المطاعم والمقاهي، لمناقشة رغبتهما في أن يصبحا والدين. وفي تشرين الثاني 2015، خضعت ناياك لعملية تخصيب صناعي، وحملت بتوأمين. ويشترك بورن وناياك حالياً في رعاية التوأمين إيلا وفون، وهما في العام الثاني من عمرهما. الأسباب التي تدفع الأشخاص على اتخاذ هذا القرار متعددة، فقد يرغب شريكان مثليان في تكوين أسرة تختلف عن شكل الأسرة التقليدي كما هو حال بورن وناياك. وفي حالات أخرى، قد يقرر رفيقان حميمان أن يشتركا في رعاية طفل أحدهما معاً، كما هو حال ناتاشا بخت وليندا كولينز، وهما كنديتان خاضتا معارك قضائية لاستصدار حكم هو الأول من نوعه ويقضي بالاعتراف بكولينز كأم لطفل ناتاشا. ولم يكن القانون الكندي قبل هذا الحكم يعترف بحق الشريكين اللذين لم يقيما علاقة زوجية في أبوة أو أمومة الطفل. وهذا الشكل الجديد للعلاقة الأسرية لم يسلم من الانتقادات.

أسرة قائمة على الشراكة

تقول ريتشيل هوب، مؤلفة كتاب "كيف تختار أسرتك بنفسك: المشاركة في رعاية الطفل دون إقامة علاقة جنسية"، إنها ربت طفلها الأول مع شريك لها يعيش في شقة مستقلة داخل نفس المبنى. وترى أن الحل الأمثل هو أن يعيش الشريكان في منزلين مستقلين على أن يظللهما سقف واحد، أو أن يكونا جارين الواحد منهما على مقربة من الآخر. ويرى بعض المعارضين أن الأطفال قد يفتقدون علاقة الود والحب المتبادل بين الأبوين الموجودة في الأسر التقليدية. تضم المنصة الآن 25 ألف عضو نشط من جميع أنحاء العالم والموقع ساعد في ربط الكثير من المشتركين ببعضهم في علاقات أنشأت نحو 100 طفل وطفلة، ولا توجد حتى هذه اللحظة إحصاءات رسمية عن حجم انتشار هذه الظاهرة، ولكن الإقبال على المواقع الخاصة بالرعاية المشتركة للطفل دون إقامة علاقة جنسية قد زاد خلال السنوات العشر الماضية مما قد ينعكس بشكل كبير على شكل الأسر في المستقبل، حيث ستزداد العائلات المؤلفة من المثليين جنسياً أو الشركاء الذين لا يجمعهم شيء سوى تربية الطفل. كما أن هذا الشكل من أشكال العلاقات الأسرية القائم على التفاهم والاحترام المتبادل أكثر منه على الحب، سيؤدي إلى ظهور مصطلحات ومترادفات جديدة لم نعهدها من قبل حتى إن التصميم المعماري للمنازل نفسها والمناطق السكنية قد يتغير مع الوقت.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم