الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

منبج تحبس أنفاسها وتنسيق روسي - تركي

منبج تحبس أنفاسها وتنسيق روسي - تركي
منبج تحبس أنفاسها وتنسيق روسي - تركي
A+ A-

صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو وأنقرة اتفقتا السبت على تنسيق العمليات البريّة في سوريا بعد إعلان واشنطن الأسبوع الماضي قرارها سحب قواتها.

وقال عقب محادثات أجراها مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو في موسكو: "ركزنا بشكل خاص على الظروف الجديدة التي تبدو مرتبطة بالانسحاب العسكري الأميركي المعلن".

وأضاف: "تم التوصل إلى تفاهم على الطريقة التي سيواصل من خلالها الممثلون العسكريون لروسيا وتركيا تنسيق خطواتهم على الأرض في ظل ظروف جديدة وفي إطار رؤية تتمثل باجتثاث التهديدات الإرهابية في سوريا".

وأكد جاويش أوغلو بدوره أن البلدين سينسقان العمليات في سوريا، مشيراً الى أنه ناقش مع نظيره الروسي خطط مساعدة اللاجئين السوريين على العودة إلى بلدهم. وقال: "سنواصل العمل بشكل نشيط والتنسيق مع زملائنا من روسيا وإيران للتعجيل في التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا".

وإلى جانب لافروف وجاويش أوغلو، شارك في محادثات موسكو وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو والتركي خلوصي أكار وغيرهما من المسؤولين. وأعلنت روسيا الجمعة أنها ستستضيف قمة ثلاثية تضم تركيا وإيران في شأن النزاع السوري مطلع السنة المقبلة.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن فجأة الأسبوع الماضي قراره سحب جميع قوات بلاده البالغ عديدها 2000 رجل من سوريا، بعدما حققت واشنطن هدفها المتمثل في "هزيمة" تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

لكن السناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام صرح في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الاميركية للتلفزيون أمس، بأنه سيحاول إقناع ترامب خلال غداء في البيت الأبيض الاحد (أمس) بأن يعيد النظر في قراره سحب القوات الأميركية تماماً من سوريا وأن يترك بعض القوات هناك.

وحذر من أن سحب كل القوات الأميركية سيضر بأمن الولايات المتحدة اذ يتيح لـ"داعش" إعادة تنظيم صفوفه، كما يمثل خيانة للمقاتلين الأكراد الذين تدعمهم الولايات المتحدة والذين يقاتلون فلول التنظيم المتشدد وسيعزز أيضاً قدرة إيران على تهديد إسرائيل.

وكشف أنه سيطلب من ترامب "الجلوس مع الجنرالات وإعادة النظر في كيفية القيام بذلك. من خلال عدم التعجل في الأمر والتأكد من أننا اتخذنا القرار الصائب وضمان عدم ظهور التنظيم المتشدد مرة أخرى. وعدم تسليم سوريا الى الإيرانيين". وقال: "أريد أن أخوض الحرب في فناء العدو وليس على أراضينا".

وأشاد بترامب، الذي زار القوات الأميركية في العراق الأسبوع الماضي، لإعلانه بقاء قوة أميركية هناك، لكنه لاحظ أن "داعش" يظل يمثل تهديداً محتملاً في شمال شرق سوريا مع احتفاظه بالسيطرة على مساحات محدودة من الأراضي. وأضاف: "لهذا السبب نحتاج الى الاحتفاظ ببعض جنودنا هناك".

وتقول وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" إنها تدرس خططاً "لانسحاب مخطط ومدروس". وقال مصدر مطلع على الأمر إن أحد الخيارات هو فترة انسحاب مدتها 120 يوماً.

وغراهام من الشخصيات ذات النفوذ في السياسات المتعلقة بالأمن القومي وهو عضو في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ. وعلى رغم أنه حليف لترامب، لكنه يعارض بعض قراراته ذات الصلة بالسياسة الخارجية.

منبج تحبس أنفاسها

ميدانياً، أفاد مراسل ل"وكالة الصحافة الفرنسية" من مدينة منبج بريف حلب، أن القوات الاميركية لا تزال تسير دوريات في المدينة التي تقول تركيا وفصائل سورية موالية لأنقرة إنها تعتزم دخولها فور انسحاب القوات الاميركية، وذلك من أجل طرد مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية منها. وتعتبر أنقرة "الوحدات" امتداداً لـ"حزب العمال الكردستاني" الذي يخوض تمرداً مسلحاً في جنوب شرق تركيا منذ عام 1984. لكن "وحدات حماية الشعب" هي العصب الرئيسي لـ"قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) التي تدعمها الولايات المتحدة وتخوض معارك في الجيب الأخير لـ"داعش" شرق الفرات على الحدود السورية-العراقية.

وتشهد أسواق منبج حركة طبيعية على رغم القلق الذي يعتري سكانها مما يخبئه لها المستقبل. وتقع المدينة في محافظة حلب، وهي خاضعة لسيطرة فصائل منضوية في صفوف "قسد".

وأعلن الجيش السوري الجمعة أن وحداته دخلت منطقة منبج، بعيد دعوة "وحدات حماية الشعب" الكردية الدولة السورية الى نشر قواتها لـ"حماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية".

وقرب مطاحن الحبوب وسط منبج، تمر دورية أميركية مؤلفة من خمس عربات مدرعة وكاسحة ألغام، ترفع بدورها الأعلام الأميركية، وتكمل طريقها خارج المدينة التي تشهد مداخلها لليوم الثاني استنفاراً لمقاتلين محليين يتولون تفتيش السيارات والتدقيق في هويات المارة.

وقال الناطق باسم "وحدات حماية الشعب" نوري محمود: "لا تزال القوات الأميركية في قواعدها ولم يبدأ بالانسحاب حتى اللحظة" تنفيذاً لقرار ترامب.

وازاء التطورات المتلاحقة، يعتري القلق العديد من سكان منبج، ومنهم محمود أحمد (28 سنة) مالك محل تجاري. وقال: "الوجود الأميركي يجعل الناس تشعر بالاطمئنان والراحة. منذ سمعنا الأنباء عن قرار انسحابهم بات الوضع متوتراً".

وأوضح أن "وجود التحالف الأميركي قوة لمنبج وخروجه منها يجعلها ضعيفة أمام تركيا والجيش الحر" في اشارة الى الفصائل الموالية لأنقرة.

وعلى غرار الكثير من سكان المدينة، يفضّل أحمد عودة قوات النظام للحؤول دون حصول هجوم تركي. ويقول: "إذا انسحب الأميركي من الأفضل أن يرجع النظام".

وقال مصدر ميداني إن وحدات الجيش السوري تنتشر عند خطوط التماس بين مناطق سيطرة "قسد" ومناطق سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، في المنطقة الممتدة من شمال منبج حتى مدينة الباب غربها. وتقوم إحدى نقاط الجيش على مسافة نحو 500 متر من موقع للقوات التركية والفصائل الموالية لها.

ويواكب عسكريون روس انتشار وحدات الجيش. وهناك قوات روسية داخل مركز تابع لها في بلدة العريمة الواقعة على مسافة 25 كيلومتراً غرب منبج.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم