تحديات واجهت أوروبا خلال العام 2018

لن يتأسف الأوروبيون كثيراً على رحيل العام 2018 الذي ترك بصمات سلبية ستستمر تداعياتها لوقت طويل خصوصاً على الاتحاد الأوروبي الذي واجه خلال العام المنصرم أعنف أزماته الوجودية، وشهد عبر تجربتي "البرغسيت" الذي اجتاز عتبة نهائية لخروج بريطانيا من الاتحاد، ووصول الشعبويين إلى السلطة في إيطاليا وتهديداتهم المستمرة بالخروج بدورهم من الاتحاد.لكن "هموم" الأوروبيين واتحادهم، لم يكن التحدي الأكبر الذي واجهته القارة العجوز خلال العام الماضي. فأوروبا بدت في مواجهة لا تحسد عليها، بين سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، و"هبّاته" الساخنة أحياناً والباردة أحياناً أخرى، والشعور بالعجز تماماً أمام رئيس روسي يحاول إظهار أوروبا بلا وزن، ولا تملك هذه الأخيرة سوى تمديد عقوبات اقتصادية لم تعد تجدي الكثير على روسيا.التحدي الأبرز: انهيار الاتحاد الأوروبيبعد نحو سنتين، نجحت بريطانيا والاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق من أجل انفصال بأقل الأضرار الممكنة، لكن الاتفاق الذي تضمن اسثتناءات بشأن ايرلندا وعلاقتها الاقتصادية المستمرة إلى حد ما مع الاتحاد الأوروبي، رفضه مؤيدو الانفصال البريطاني التام والنهائي، وواجهت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أزمة حادة في داخل حزبها مع استقالة 3 من وزرائها هم: بوريس جونسون ودفيد دايفيس ودومينيك راب، ومع ذلك لم تنتهِ الأزمة عند هذا الحد، لأن ماي بحاجة إلى تبني اتفاق الانفصال من قبل البرلمان البريطاني الذي سيصوت عليه في 14 كانون الثاني المقبل.ويأتي خطر الانفصال التالي بعد بريطانيا من الجهة الإيطالية بعد وصول تحالف اليمين المتطرف وحركة "5 نجوم" الفوضوية إلى السلطة في آذار الماضي، وقد هدد هذا التحالف السياسي الهجين، مراراً الاتحاد الأوروبي بالانفصال أثناء مناقشة موضوع الهجرة في صيف 2018، وانتهى الأمر بموافقة بروكسل على مطالب روما باتخاذ اجراءات قاسية لمنع وصول اللاجئين إلى شواطئ أوروبا من الناحية الإيطالية، وللحد من تهديدات روما بالانفصال، يواصل الاتحاد الأوروبي سياسة "الانحناء" أمام السياسة...