الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

2018... ترامب "وحيداً" وأميركا أكثر عزلة

المصدر: "النهار"
هشام ملحم
هشام ملحم
Bookmark
2018... ترامب "وحيداً" وأميركا أكثر عزلة
2018... ترامب "وحيداً" وأميركا أكثر عزلة
A+ A-
المشهد السياسي والاقتصادي في الأيام الأخيرة من سنة 2018 في الولايات المتحدة كان قاتماً ومتشائماً للغاية وغير معهودٍ حتى بالمقاييس الغريبة لإدارة الرئيس دونالد ترامب. الحكومة "مغلقة" جزئياً، ومئات الألاف من الموظفين الحكوميين لم يتقاضوا رواتبهم، بسبب الخلاف بين الرئيس ترامب والديموقراطيين في مجلس الشيوخ الذين رفضوا شرطه عدم إغلاق الحكومة إذا لم يوافقوا على إنفاق 5 مليارات دولار لبناء الجدار العازل على الحدود مع المكسيك. وهو الجدار الذي تعهد خلال حملته الانتخابية بنائه والتبجح بأنه سيرغم المكسيك على دفع كلفته، والذي لم ينجح خلال سيطرة الحزب الجمهوري على مجلسي الكونغرس في السنتين الماضيتين بتمويل بنائه. ترامب الذي اضطر إلى إلغاء إجازته في منتجعه في مارا لاغو بولاية فلوريدا بقي وحيداً في البيت الابيض يمضي وقته وهو يشاهد التلفزيون ويعلق علي ما يشاهده عبر شبكة التويتر. واتسمت تغريداته بعدائية وسوداوية نافرة حتى بمقاييسه الفظة، فهو يتحسر "لأنني لوحدي" أو "أنا المسكين" ثم يلحق ذلك بتغريدات سامة ضد خصومه أو باصدار تهديدات تزيد من مشاعر القلق والخوف في البلاد مثل ابتزازه للديموقراطيين بأنهم إذا لم يمولوا بناء جداره فإنه سيغلق الحدود كليا أمام حركة الناس والبضائع عبر الحدود مع المكسيك التي تعتبر من أكبر الشركاء التجاريين في العالم مع الولايات المتحدة.محاصر سياسياً ومالياً وقضائياُتقلبات ترامب السياسية وقراراته التجارية الاعتباطية وتهديده بتطوير المناوشات التجارية مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى حرب تجارية شاملة، وانتقاداته لحاكم الاحتياطي الفبديرالي (المصرف المركزي) لأنه رفع معدلات الفائدة، (والمصرف المركزي هيئة حكومية مستقلة) لعبت دوراً رئيسياً في خلق الفوضى وانعدام الثقة في الأسواق المالية مما ادى الى هبوط ضخم في مؤشري داو جونز ونازداك الأمر الذي جعل تقلبات شهر كانون الاول 2018 ، الأسوأ منذ الكساد الاقتصادي الكبير في 1929 وتكبد المستثمرين الاميركيين خسائر بقيمة مئات المليارات من الدولارات. هناك قول شائع في الولايات المتحدة وهو أن للانتخابات نتائج سياسية على الحزب الخاسر، وخصوصاً إذا خسر حزب الرئيس الانتخابات النصفية، وهي الخسارة التي مني بها الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية في تشرين الثاني حين فاز الحزب الديموقراطي بأكبر غالبية في مجلس النواب منذ فضيحة ووترغيت في 1974. الرئيسان السابقان جورج بوش الجمهوري وباراك اوباما الديموقراطي خسرا انتخابات نصفية، ولكنهما سارعا إلى تحمل مسؤولية الخسارة وحاولا التعامل مع الحقائق التي جلبتها النتائج بعقلانية وواقعية. ولكن ترامب الذي زاد الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ من 51 الى 53 عضواً من أصل مئة اعتبر ذلك انتصاراً ساحقاً متجاهلاً كلياُ معنى خسارته لمجلس النواب وما يعنيه ذلك من إعطاء الحزب الديموقراطي فيتو سياسي وصلاحيات قانونية من أبرزها صلاحية تنظيم جلسات التحقيق والاستماع بما في ذلك استدعاء الوزراء وغيرهم من الموظفين البارزين للمثول أمام لجانه المختصة للرد على أسئلة الأعضاء وتوفير جميع الوثائق...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم