السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مستقبل الشرق الأوسط بحسب تفسير "الأرملة"

سليم نصار
Bookmark
مستقبل الشرق الأوسط بحسب تفسير "الأرملة"
مستقبل الشرق الأوسط بحسب تفسير "الأرملة"
A+ A-
جرت هذه الواقعة في آخر سنة 1951، عندما كان كميل شمعون وعقيلته زلفاء يزوران القاهرة.وفي إحدى المناسبات، لبيا دعوة توفيق باشا مفرج وزوجته لمياء الى مأدبة غداء أقيمت في "نادي الجزيرة" حضرها عدد من أصدقاء وصديقات الطرفين. وصدف وجود السيدة فائزة طرابلسي بين الحضور، زوجة الأمير العراقي عبدالإله، الوصي على العرش في عهد الملك غازي والتي ستصبح أرملته لاحقا.ويبدو أن فائزة كانت معروفة لدى أعضاء نادي طبقة أثرياء مصر بأنها أفضل مَن يقرأ الفنجان. لذلك أنهى كميل شمعون قهوته وطلب منها قراءة بخته في فنجانه.ويتذكر صاحب الدعوة أن كميل شمعون كان يصغي بفضول ظاهر الى كل عبارة تقولها "قارئة الفنجان" فائزة طرابلسي. ومختصر ما ذكرته في حينه، إن الحظ سيبتسم له بعد رجوعه الى لبنان ليحظى بأعلى المراتب. لكنها صمتت فجأة لتشير اليه بسبابتها وتكمل: إن قعر فنجانك مليء بالدم! ثم جاءت الأحداث لتثبت أن آخر سنوات عهد الرئيس كميل شمعون كانت غارقة في دماء ثورة 1958.ولما اندلعت تلك الثورة، تذكر ضيوف الباشا كلام فائزة، وتساءلوا هل لعبت الصدف دوراً خفياً في تحقيق دلالات الإشارات الظاهرة في فنجان كميل شمعون... أم ان فائزة حرصت على ترجمة إشارات القهوة بما يرضي مزاج الحضور؟!وفي مطلق الأحوال، فإن الثورة اللبنانية سنة 1958 لم تكن أكثر من "بروفة" أو تمرين مسبق إنفجر سنة 1975 بشكل حرب أهلية استمرت خمس عشرة سنة. وكان من الطبيعي أن تنتهي تلك الحرب بإسقاط الطائفة المارونية عن عرش امتيازاتها، تماماً مثلما أدى إنقلاب عبد الكريم قاسم في العراق سنة 1958 الى إسقاط النظام الملكي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم