الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"الدولة لا تتحرّك"... مركز في بطرسبرج يعوّض التقصير تجاه الحيوانات البرية

"الدولة لا تتحرّك"... مركز في بطرسبرج يعوّض التقصير تجاه الحيوانات البرية
"الدولة لا تتحرّك"... مركز في بطرسبرج يعوّض التقصير تجاه الحيوانات البرية
A+ A-

من أسد فرّ من المطار وتمساح عُثر عليه في مكب للنفايات، إلى غزال تلاحقه الكلاب الشاردة، يعتني مركز خاص قرب مدينة سان بطرسبرج في #روسيا بحيوانات لا تجد من يهتمّ بها لتعويض النقص في خدمات الدولة في هذا المجال.

ويقع المركز في رابولفو على بعد حوالى عشرين كيلومترا من ثاني مدن البلاد، ويضم 150 نزيلا تقريبا من أنواع مختلفة من دببة وثعالب وأيائل فضلا عن خفافيش وتمساح وزيبلين ولبوة.

وأسس ألكسندر فيودوروف المهندس ورجل الأعمال مركز "فيليس" العام 2009، ويقول إنه أنفق أكثر من مليون دولار على هذا المشروع.

ويوضح: "هدفنا هو العناية بالحيوانات البرية ومن ثم الإفراج عنها إذا أمكن"، مشيرا إلى أنه في غضون تسع سنوات 23 دبا تلقت الرعاية في المركز، ومن ثم أُعيدت إلى الطبيعة.


ويقول فيودوروف مبتسما: "عثرنا على بعض الحيوانات بعد تعرضها لحوادث أو بعدما هجرها أصحابها. وبعض هذه القصص يستحق أن يتحول إلى فيلم سينمائي".

هذه حال اللبوة إلسا، التي أصبحت نجمة في الصحف المحلية في كانون الاول 2017 بعدما أثّرت على حركة مطار سان بطرسبرج.

ويروي الكسندر فيودوروف قائلا "أرسل رجل أعمال شيشاني إلسا من غروزني إلى صديق في سان بطرسبرج كهدية لمناسبة رأس السنة. لكن المادة المخدرة التي حقنت بها قبل الرحلة زال مفعولها بشكل مبكر. ففي المطار، كسرت اللبوة القفص وفرت.

وقُبض عليها بعد ساعات وسلمت إلى صاحبها الجديد. في تلك الفترة لم تكن روسيا تحظر حيازة حيوان بري في المنزل، ولكن بعد هذا الحادث أقر قانون يحظر ذلك اعتبارا من عام 2019

أمّا مالك إلسا فأدرك سريعا: "أنه من المستحيل حيازة لبوة في منزله" ونقلها إلى المركز.

وهناك قصة التمساح غينا لكنها أقل وضوحا، فقد عثر على هذا الحيوان الزاحف في مكب نفايات تابع للبلدية في شمال سان بطرسبرغ.

لم يقع كل نزلاء المركز ضحية مباشرة للبشر. ففي إحدى الحظائر يتنزه الأيل اليومنكا بعد سنتين على تعرضه لهجوم من مجموعة من الكلاب الشاردة.

ويوضح الكسندر تيبياكوف وهو متطوع في المركز يبلغ الخامسة والأربعين، "الحيوانات العاجزة عن العودة إلى البرية تبقى هنا".

ويعمل في مركز رابولوفو أربعة أجراء ونحو عشرة متطوعين. وتحتل الحيوانات فيه أقفاصا شاسعة أو مطائر مقامة حول مبنى كبير يضم مستوصفا

وأقيم هذا المركز كمحاولة لتعويض غياب الدولة. ويحلو للرئيس فلاديمير بوتين التقاط الصور مع حيوانات برية، إلا أن تدابير قليلة تتخذ لمساعدة الثروة الحيوانية في البلاد التي تعاني رغم مساحتها الشاسعة من التوسع العمراني وأضراره على الطبيعة.

وتقول سفيتلانا ايلينسكابا المسؤولة في منظمة "مركز الحماية القانونية للحيوانات" لوكالة فرانس برس "لا تتجاوز مراكز كهذه التي تساعد فعلا الحيوانات البرية عدد أصابع اليد الواحدة في روسيا."

وتضيف: "الحيوانات البرية ملك للدولة، لكن الدولة تكاد لا تتحرك من أجلها"

ومن المخاطر الرئيسية التي تهدد هذه الحيوانات، الكلاب الشاردة على ما تفيد مؤكدة أن في روسيا، نحو 50 مليون حيوان مهجور وخصوصا كلاب وقطط، تتكاثر في الطبيعة.

وتشكل الحوادث المرورية أيضا سببا آخر لوقوع ضحايا في صفوف الحيوانات. في العام 2017 سجل 161 حادثا قضت فيها حيوانات برية ولا سيما الأيائل على ما تظهر الأرقام الرسمية.

وتقول إيليسكايا "لا توجد أي خطة فعالة لمساعدة الحيوانات البرية. فما من مركز إيواء أو توعية حول طريقة التصرف مع حيوان جريح في الطبيعة وما من قانون يسمح بالدفاع عنها في وجه التطور الصناعي"، وأضافت أنّ كلفة إدارة مركز مثل "فيليس" باهظة.

وينهي فيدوروف: "لا أعرف كم من الوقت سنصمد. فأعمالي لم تعد تدر المال كما في السابق بسبب الأزمة. لا يمكننا توقّع المستقبل".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم