السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

لماذا لم يصعد الإنسان على القمر منذ 45 سنة؟

جاد محيدلي
لماذا لم يصعد الإنسان على القمر منذ 45 سنة؟
لماذا لم يصعد الإنسان على القمر منذ 45 سنة؟
A+ A-

هل سألتم أنفسكم يوماً لماذا وطئ الإنسان سطح القمر في السابق ولا يفعله الآن؟ أو كيف استطاع البشر القيام بذلك بتقنيات عام 1969 بينما الآن لا يبدو ذلك ممكناً؟ بعد مرور أكثر من 45 عاماً على آخر هبوط على سطح القمر من "أبولو 17" في كانون الثاني 1972، يعتقد الباحثون أن إنشاء قاعدة على سطح القمر هو المهمة المقبلة، وتلك القاعدة ستكون بمثابة مستودع للوقود لرحلات الفضاء، كما تساهم في إنشاء تلسكوبات فضائية متجددة، وربما تسهل العيش على كوكب المريخ، إضافة الى حل ألغاز علمية قديمة حول الأرض والقمر. ويمكن أن تمهد القاعدة للسياحة الفضائية القمرية. صرّح أخيراً رائد الفضاء السابق كريس هادفيلد لمجلة "business insider"، وقال: "إن تأسيس محطة أبحاث بشرية دائمة على القمر تعتبر الخطوة المنطقية التالية. لدينا مجموعة كاملة من الأشياء التي علينا أن نخترعها ومن ثم نختبرها كي نتعلم منها قبل أن نتمكن من التعمق أكثر".

العديد من رواد الفضاء والخبراء يشيرون إلى أن العوائق التي تواجه بعثات القمر المأهولة على مدى العقود الأربعة الأخيرة ساذجة ومحبطة، بحيث إن العقبة التي تواجه أي برنامج رحلات فضائي، بخاصة بالنسبة للبعثات التي تشمل أشخاصاً، هي الكلفة الباهظة. فتُخصص لـ "الناسا" ميزانية تبلغ حوالى 19.5 مليار دولار أميركي وذلك بحسب القانون الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب، وقد ترتفع إلى 19.9 مليار دولار في عام 2019. تُشجع الميزانية التي خصصها ترامب إلى العودة إلى القمر، لكن ونظراً للتكاليف المتزايدة المتعلقة ببرنامج صواريخ نظام إطلاق الفضاء SLS الخاصة بوكالة "الناسا"، قد لا يكون هناك تمويل كافٍ للوصول إلى أي وجهة، حتى لو تم تخطي التمويل الخاص بمحطة الفضاء الدولية في وقت قريب. حيث قُدّر في تقرير أصدرته "الناسا" أن العودة إلى القمر ستُكلّف نحو 104 مليارات دولار على الأقل، أي ما يعادل 138 مليار دولار اليوم.

ويرى رائد الفضاء والتر كانينغهام: "إنّ الاستكشاف المأهول هو أغلى مشروع فضائي، ما سيصعّب الحصول على الدعم السياسي للمشروع إن لم تقرره الدولة الممثلة في الكونغرس، والذي بدوره يمكن أن يخصص المزيد من الأموال للمشروع. حتى يحصل ذلك، فإن ما يُقال هو مجرّد كلام"، مضيفاً: "إن عملية تصميم، هندسة واختبار مركبة فضائية بمقدورها أن تحمل بشراً وإيصالهم إلى عالم آخر تحتاج إلى وقت يفوق فترتين رئاسيتين بسهولة. لكن يمكننا التنبؤ بذلك بواسطة الرؤساء والمشرعين القادمين الذين ألغوا أولويات استكشاف الفضاء التي كان يتمتع بها الزعماء السابقون. ويبدو أن الرؤساء والكونغرس لا يهتمون كثيراً في هذا المسار".

لا يعتبر الشد السياسي أو الميزانية السبب الوحيد وراء عدم عودة الناس إلى القمر. حيث يعتبر القمر مصيدة موت بشرية ويجب ألّا يتم التقليل من شأنها، نظراً الى ما يحتويه من غبار وشحنات كهربائية ومواد تفسد البذلات الفضائية والمركبات. بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك مشكلة مع أشعة الشمس. إذ أن سطح القمر يكون عبارة عن حقل عار يتعرض مباشرةً لأشعة الشمس القاسية لمدة 14.75 يوماً كل مرة، فالقمر على عكس الأرض لا يحتوي على غلاف واقٍ. زد على ذلك أنه سيغرق في ظلام دامس خلال الأيام 14.75 التالية، مما يجعل سطحه واحداً من أبرد الأماكن في الكون.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم