الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الإمارات عادت إلى دمشق لـ"درء مخاطر إقليميّة"

الإمارات عادت إلى دمشق لـ"درء مخاطر إقليميّة"
الإمارات عادت إلى دمشق لـ"درء مخاطر إقليميّة"
A+ A-

أعادت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس فتح سفارتها في دمشق بعد سبع سنوات من قطع علاقاتها الديبلوماسيّة مع سوريا على خلفية الاحتجاجات على النظام التي قامت عام 2011 وقمعت بالقوة قبل نشوب نزاع دام في البلاد.

وتزامنت هذه الخطوة مع مؤشرات لمساع جارية لإعادة تفعيل العلاقات بين سوريا وبعض الدول العربية، قبل ثلاثة أشهر من قمة عربية تعقد في تونس، علماً بأن جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا فيها منذ عام 2011.

ودعمت الإمارات في سنين النزاع الأولى المعارضة السورية ضد النظام.

وأفاد مراسل "وكالة الصحافة الفرنسية" أن العلم الإماراتي رفع على مقر السفارة الواقعة في حي أبو رمانة الراقي بوسط دمشق، في حضور مدير المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين حمزة الدواليبي وعدد من الديبلوماسيين العرب المعتمدين في دمشق.

وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات "وام"، "عودة العمل" في سفارتها في دمشق. وقالت إن "القائم بالأعمال بالنيابة باشر مهمات عمله من مقر السفارة في الجمهورية العربية السورية الشقيقة اعتباراً من اليوم".

وأوضحت أن هذه الخطوة "تؤكد حرص حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة على إعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى مسارها الطبيعي بما يعزز ويفعل الدور العربي في دعم استقلال وسيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية ودرء مخاطر التدخلات الإقليمية في الشأن العربي السوري".

وطلبت دول مجلس التعاون الخليجي، ومنها الإمارات، في شباط 2012 من سفرائها مغادرة دمشق، متهمة حكومتها بارتكاب "مجزرة جماعية ضد الشعب الأعزل"، في إشارة الى قمع الاحتجاجات الشعبية بالقوة.

وتجمّع عشرات من الصحافيين أمام مقر السفارة الإماراتية، من غير أن يتمكنوا من دخولها، فيما انهمك عمال قبل الافتتاح في وضع اللمسات الأخيرة على شعار السفارة على الجدار الخارجي.

ونقلت صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات عن مصادر ديبلوماسية عربية في دمشق أن "عدد الديبلوماسيين الإماراتيين الذين أوفدتهم أبوظبي الى دمشق اثنان أحدهما القائم بالأعمال بالنيابة عبد الحكيم النعيمي".

واعتبر النعيمي، كما نقلت عنه الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" الرسمية، أن افتتاح السفارة "دعوة لعودة العلاقات وفتح سفارات الدول العربية الأخرى".

وفي تغريدة على موقع تويتر"، رأى وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور القرقاش أن "الدور العربي في سوريا أصبح أكثر ضرورة تجاه التغوّل الإقليمي الإيراني والتركي" في اشارة الى النفوذ المتصاعد لهذين البلدين في الملف السوري. وقال في تغريدة أخرى إن فتح السفارة "يأتي بعد قراءة متأنية للتطورات ووليد قناعة أن المرحلة القادمة تتطلب الحضور والتواصل العربي مع الملف السوري حرصاً على سوريا وشعبها وسيادتها ووحدة أراضيها".

ونقلت قناة "العربية" السعودية التي تتخذ دبي مقراً لها عن قرقاش، أن قرار عودة سوريا الى الجامعة العربية يحتاج الى توافق عربي.

وقال ديبلوماسي عربي طلب عدم ذكر اسمه لـ"رويترز" الأسبوع الماضي، إنه يعتقد أن الغالبية تريد إعادة سوريا الى مقعدها في الجامعة، مشيراً إلى أنه لا يتوقع معارضة إلّا من ثلاث أو أربع دول.

وإثر انتهاء مراسم اعادة فتح السفارة، صرح السفير العراقي في سوريا سعد محمد رضا للصحافيين: "هذه دعوة لكل العرب للعودة إلى دمشق الحبيبة".

وفي تشرين الثاني 2011، أي بعد نحو ثمانية أشهر من بدء الاضطرابات في سوريا، علّقت الجامعة العربية عضوية سوريا فيها وفرضت عليها عقوبات سياسية واقتصادية، مطالبة الجيش السوري بـ"عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين المناهضين للنظام".

وقدمت دول خليجية عدة في سنين النزاع الأولى دعماً واسعاً للمعارضة السورية السياسية منها والمسلحة. إلا أن وتيرة الدعم تراجعت تدريجاً بعدما خسرت الفصائل المعارضة غالبية مناطق سيطرتها، منذ التدخل العسكري الروسي في سوريا في العام 2015 دعماً للقوات الحكومية. وباتت الأخيرة تسيطر على نحو ثلثي مساحة البلاد.

وتستضيف تونس في نهاية آذار المقبل دورة جديدة للقمة العربية التي لم يتضح بعد ما إذا كانت سوريا ستدعى إليها.

وأوضح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي في مؤتمر صحافي في القاهرة الاثنين أنه "لا يوجد توافق عربي حول مسألة إعادة النظر في شأن قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية".

وسبقت افتتاح السفارة الإماراتية في دمشق سلسلة خطوات، أبرزها زيارة مفاجئة قام بها الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير لسوريا قبل عشرة أيام، كانت الأولى لرئيس عربي لدمشق منذ نشوب النزاع.

كما أجرى رئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي المملوك في نهاية الأسبوع الماضي محادثات في القاهرة، خلال زيارة نادرة لمسؤول أمني بارز لمصر منذ بدء النزاع.

وبعد انقطاع لنحو ثماني سنوات، تم الخميس تسيير رحلة سياحية أولى من سوريا الى تونس على طائرة تابعة لشركة "أجنحة الشام" الخاصة تنقل نحو 160 شخصاً.

وقال مدير مكتب "دامسكو" للسياحة والسفر المشارك في تنظيم الرحلة معتز طربين: "إنها أول رحلة منذ العام 2011 لإطلاق الخط بيننا وبين تونس".

وتؤشر هذه الخطوات المتلاحقة لبدء انفتاح عربي على سوريا بعدما قطعت دول عربية عدة علاقاتها معها أو خفّضت مستوى تمثيلها الديبلوماسي فيها. إلا أنه ليس واضحاً ما إذا كانت دول عربية أخرى، وخليجية خصوصاً، ستلحق بركب الإمارات. وتنتقد الدول الخليجية، وخصوصاً السعودية، التحالف بين سوريا وايران الداعمة لدمشق.

وفي موقف لافت، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "تويتر" مطلع الأسبوع أن "السعودية وافقت الآن على إنفاق الأموال اللازمة للمساعدة في إعادة إعمار سوريا بدلاً من الولايات المتحدة".

موسكو

في غضون ذلك، شدد ممثل وزارة الخارجية الروسية في لجان التنسيق المشتركة الروسية-السورية الخاصة بعودة اللاجئين إيغور تساريكوف، على أهمية الجهود الرامية إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، جزءاً من مساعي تحريك عجلة التسوية السياسية في البلاد.

وجدد ترحيب وزارة الخارجية الروسية بزيارة البشير لسوريا، قائلاً إن هذه الزيارة ستسهم في اعادة العلاقات بكامل النطاق بين سوريا والدول العربية الأخرى وعودة دمشق إلى مقعدها في الجامعة قريباً.

إلى ذلك، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن القوات الإيرانية والموالية لها ستنسحب من سوريا بعد إعادة وحدة أراضيها. وقال في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" الأميركية، تعليقاً على موضوع وجود القوات الإيرانية والموالية لها في سوريا: "لن يكون لديهم سبب للبقاء هناك في حال إعادة السيادة السورية ووحدة أراضي البلاد".

حشود حول منبج

ميدانياً، أفاد ناشطون ووسائل إعلام سوريون أن القوات الحكومية تستعد لاستعادة السيطرة على مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشمالي الشرقي قرب الحدود مع تركيا.

ومنذ مساء الأربعاء، نشر ناشطون موالون للحكومة في مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوات تظهر عشرات العربات ذات الدفع الرباعي، وعليها العلم الوطني السوري، تنقل جنوداً لدخول منبج، إلى صور تظهر باصات تنقل أفراداً قيل إنهم من الحرس الجمهوري.

كما نشر الناشطون صوراً تظهر رجالاً للشرطة العسكرية الروسية والجيش السوري، ويعتقد أنها التقطت داخل بلدة العريمة غرب منبج.

وأكد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، وصول عشرات الآليات التي تحمل مئات الجنود من القوات الحكومية وحلفائها إلى مناطق قريبة من ريف منبج، مرجحاً، استناداً إلى مصادر "موثوق بها"، التوصل إلى توافق على نشر قوات الجيش عند خطوط التماس بين "مجلس منبج العسكري" وحليفه "جيش الثوار" من جهة، والقوات التركية والفصائل السورية المعارضة التي تدعمها من جانب آخر.

وكانت فصائل من المعارضة السورية الموالية لتركيا أرسلت تعزيزات الى مشارف منبج ترقباً لبدء عملية عسكرية تركية شرق الفرات لطرد مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الكردية من المنطقة. وتعتبر أنقرة هذا التنظيم امتداداً لـ"حزب العمل الكردستاني" المدرج على لوائح الإرهاب في تركيا والولايات المتحدة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم