الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

وليد الفنّان الشجاع يقهر السرطان بالرسم... بالتحفيز والدعم ننتصر

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
وليد الفنّان الشجاع يقهر السرطان بالرسم... بالتحفيز والدعم ننتصر
وليد الفنّان الشجاع يقهر السرطان بالرسم... بالتحفيز والدعم ننتصر
A+ A-

هو شاب عشريني، يتطلّع للمستقبل بنظرة مشرقة ومبهجة برغم إصابته بـ #سرطان العظم، وما ترتب عليه من إجراء جراحات عدة لتركيب مفصل صناعي ثابت، لكنه يقابل كل ذلك بصبر وتحدٍّ، فيحاول التغلب على آلام العلاج بالرسم الذي اكتشف فيه ذاته وعبّر من خلاله عن آماله وأحلامه. إنه وليد حامد (23 سنة) بكالوريوس نظم معلومات الذي التقته "النهار" لتتعرف إلى قصته مع السرطان وكيف تغلب عليه بالرسم.

يقول: "اكتشفت إصابتي بسرطان العظم، بعدما أنهيت دراستي بالصف الثالث الإعدادي، وفي اليوم الذي ظهرت فيه النتيجة، كنت أتعارك مع أخي الذي يصغرني بأربع سنوات، فضربني على ركبتي اليسرى وشعرت بألم شديد، وذهبت للطبيب الذي أكد أنها مجرد كدمة، ولكن ظلّت تؤلمني أكثر من شهرين، فأجريت أشعة رنين مغناطيسي وأشعة مقطعية، وأظهرت أن هناك ورماً، وبدأت رحلة العلاج الكيميائي منذ العام 2010، كما أجريت عملية لتغيير المفصل وتركيب آخر صناعي، ثم بدأت العلاج الطبيعي الذي انتهى في 2012، وبعد أربع سنوات ونصف السنة، بدأ الألم يعود لركبتي مجدداً، وبعد الفحص أكد الطبيب أن المفصل الصناعي مكسور".

"برغم ما مررت به من ألم العلاج الكيميائي وحالتي النفسية السيئة بعد تساقط شعري، لكن أسرتي ـ لا سيما والدتي ـ كانت طوال الوقت بجانبي، تحفّزني وتدعمني، وتمكنت من الحصول على درجات جيدة في مرحلة الثانوية العامة، والتحقت بكلية حسابات ومعلومات، واجتزت سنوات الدراسة مع المرض، فبعد اكتشاف وجود كسر في المفصل الصناعي أجريت عمليات لخلع المفصل ثم تركيب آخر جديد، ومن المقرر إجراء عملية أخيرة لتركيب مفصل آخر، وإن لم يثبت سأقوم بإجراء بتر حتى تنتهي هذه القصة للأبد".

وتتحدّث أمل محمد، والدة وليد، فتقول: "هو الابن الكبير لي، ولديه ثلاث شقيقات وشقيقان، وعند اكتشافنا مرضه أُصبنا جميعاً بحالة نفسية سيئة، لكنّنا كنّا نحاول التماسك أمامه، لأن الحالة النفسية الجيدة هي مفتاح الشفاء من السرطان، وكنت أرافقه لحظة بلحظة في رحلة العلاج. تعلم وليد من مرضه الصبر والمثابرة، كما شارك في ورش تعلّم الرسم والحرف اليدوية بمستشفى ٥٧٣٥٧ لعلاج السرطان، وكان يستغل وقت فراغه للتعبير عن آلامه وآماله وأحلامه بالرسم، فرسم لوحات عدة، ونظّم لها معرضاً في المستشفى، كما صمّم عدداً كبيراً من الاكسسوارات".

ويوضح وليد: "أحلم بأن أعود لممارسة الرياضة من جديد والعودة لعملي والبعد من الأدوية والعلاج والعمليات والمستشفى، ولديّ إرادة كبيرة بأن أتعافي تماماً، وأبدأ حياتي بأن يكون لديّ عمل وحياة وأصدقاء، ولن أترك الرسم فقد مارسته خلال مرضي لكنني أحببته، فهو ينقلني من حالة إلى أخرى أجمل، أجد فيها ذاتي وأعبّر عما لا أستطيع التعبير عنه بالكلام".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم