عون يصوّب بالاعراف لاستعادة الصلاحيات... هل "حزب الله" هو المقصود بتعطيل الولادة؟

أياً تكن الأسباب التي أدت إلى ترحيل ولادة الحكومة، والعودة إلى المربع الأول، فإنها تعكس عمق الأزمة في النظام السياسي والطائفي اللبناني، والذي وصل إلى مرحلة الإنسداد وباتت سمته العجز وعدم القدرة على اجتراح الحلول والتسويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وقبل إطلاق الرئيس ميشال عون مبادرته الرئاسية لتشكيل الحكومة كان يفترض أن العقدة السنية لتمثيل سنة 8 أذار هي آخر العقد للتأليف، لكن تبين وفق ما تقول مصادر سياسية متابعة أن الأزمة هي أعمق من مجرد مقعد وزاري، بل تتصل بالهيمنة والقرار والقدرة على التعطيل وتغيير معادلة الصلاحيات، بدءاً من لحظة التأليف إلى اتخاذ القرارات السياسية.لم ينتظر رئيس الجمهورية ليعلن موقفه من أزمة التأليف، بعد مبادرته الأخيرة، ليبادر مجدداً من طريق الهجوم على "معطلي التأليف" بتوجيه اصابع الإتهام إلى "من يريدون تغيير التقاليد والأعراف في لبنان"، وهو موقف يدرج وفق المصادر في خانة تأسيس اصطفاف جديد، للقول أن لا حكومة ما لم يكن للعهد كلمة الفصل فيها، لذا فإن الرسالة ليست للقول أن الأعراف التي ينبغي السير بها هي التي كرستها الأكثرية النيابية والتي تعطي تيار الرئيس عون إمكانية التعطيل ووضع الفيتوات على أي قرار يرتبط بمشاريع العهد، وهو أمر يعني تغيير التقاليد التي أرساها اتفاق الطائف...