السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ماتيس اعترض على انسحابات ترامب ومشى

ماتيس اعترض على انسحابات ترامب ومشى
ماتيس اعترض على انسحابات ترامب ومشى
A+ A-

أفاد مسؤولون ومحللون إقليميون أن الاستقالة المفاجئة لوزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أثارت انزعاج حلفاء واشنطن في منطقة آسيا - المحيط الهادئ الذين ينسبون إلى الجنرال المتقاعد الفضل في بناء الثقة وتحجيم النزعات الانعزالية.

المنطقة التي تضم حلفاء أقوياء لواشنطن مثل اليابان وكوريا الجنوبية واوستراليا، فيها بعض من أشد البؤر سخونة في العالم، في ظل التوتر المحتدم في شبه الجزيرة الكورية والاحتكاكات الناجمة عن عسكرة الصين بحر الصين الجنوبي.

وكشف ماتيس، الذي احتضن حلفاء الولايات المتحدة التقليديين، أنه استقال بعد خلاف مع الرئيس دونالد ترامب على السياسة الخارجية، بما في ذلك قرار ترامب المفاجئ هذا الأسبوع بسحب القوات الأميركية من سوريا وبدء التخطيط لخفض القوات في أفغانستان.

وصرح السناتور في الحكومة الاوسترالية جيم مولان لصحيفة "ذي أوستراليان": "عموماً كان يشار إليه بأنه واحد من الراشدين في إدارة ترامب". وأضاف أن استقالة ماتيس تدعو الى القلق لأنها أدخلت "متغيراً شديداً آخر" على عملية صنع القرار الأميركي. ولطالما كان ماتيس من أشد المنتقدين للوجود الصيني المتنامي في بحر الصين الجنوبي، لكنه عمل لضمان عدم بلوغ التوترات نقطة الغليان.

وقال المحلل في شؤون السياسة الخارجية والأمنية المدير التنفيذي لمركز أبحاث لا تروب آسيا في جامعة لا تروب الاوسترالية إيوان غراهام: "كان يمثل نقطة الاستمرارية ويعتبر الحارس في الإدارة التي اعتمدت عليه أكثر من غيره لكبح جماح نزعات ترامب، التي تميل، في رأيي، الى الانعزالية والتشكك... في شأن التزامات التحالف". كذلك تحرم استقالة ماتيس أوستراليا، التي ليس لديها سفير أميركي منذ عام 2016، حليفاً قوياً في إدارة ترامب. ورأى مصدر ديبلوماسي مقيم في الولايات المتحدة أنه "لطالما كانت اوستراليا تجد أذناً صاغية لدى ماتيس".

ولأوستراليا نحو 800 جندي في الشرق الأوسط منذ عام 2014 معظمهم متمركزون في العراق في إطار مساعي التحالف لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما لها 300 جندي في أفغانستان منذ بداية الحرب قبل 17 عاماً تقريباً.

وأعلن ترامب الأربعاء أن القوات الأميركية ستسحب في سوريا، في قرار قلب السياسة الأميركية في المنطقة رأسا على عقب.

وقال مسؤول أميركي الخميس إن ترامب يخطط لسحب ما لا يقل عن خمسة آلاف جندي من أصل 14 ألفاً في أفغانستان. وكان ماتيس يروج لوجود عسكري أميركي قوي لتعزيز المساعي الديبلوماسية لإحلال السلام هناك. ولفت المحلل في شؤون الدفاع باتحاد العلماء الأميركيين آدم ماونت، إلى أن ماتيس كان صاحب موقف راسخ في شأن كوريا الشمالية واضطلع بدور محوري في منع نشوب حرب. وقال: "ماتيس كان يحاول انقاذ مركب غارق يدير دفته رئيس أرعن، وتحجيم كوريا الشمالية والصين... عمله نجح في الحيلولة دون غرق التحالف ولكن سيتعين الإجابة عن تساؤلات كبيرة لضمان استمراره".

ليست بإملاء من ترامب

وكان ماتيس أعلن فجأة استقالته الخميس إثر اختلافه مع ترامب على السياسة الخارجية، وذلك غداة قرار ترامب سحب القوات الأميركيّة من سوريا.

وأعلن ماتيس عزمه على الاستقالة في كتاب صريح إلى ترامب تحدث فيه عن تزايد الشقاق بينهما وانتقد ضمناً عدم اكتراث ترامب بأقرب حلفاء أميركا. وأذاع ماتيس فحوى الكتاب بعد اجتماع مباشر مع ترامب تحدث فيه كلاهما عن اختلاف الرؤى بينهما كما كشف مسؤول كبير في البيت الأبيض.وكتب ماتيس: "... ولأنه من حقكم أن يكون لديكم وزير دفاع ذو رؤى أقرب الى رؤاكم في هذه المواضيع وغيرها، فأعتقد أن من المناسب لي أن أتنحّى عن منصبي".

وشدّد مسؤولون أميركيون على أن الاستقالة لم تكن بإملاء من ترامب.

وكتب ترامب في تغريدة على "تويتر" أن ماتيس ترك المنصب وأنه سيرشح وزيراً جديداً قريباً. وقال: "سيتقاعد الجنرال جيم ماتيس نهاية شباط بعدما خدم في إدارتي وزيراً للدفاع طوال العامين الماضيين". ومن المرشحين المحتملين للخلافة السناتور الجمهوري طوم كوتون الذي يعتبر منذ فترة طويلة من أبرز المرشحين لتولي حقيبة الدفاع. وماتيس جنرال متقاعد من مشاة البحرية جعله إيمانه بأهمية حلف شمال الأطلسي وتحالفات أميركا التقليدية في خلاف دائم مع ترامب. وقد نصح الرئيس بعدم الانسحاب من سوريا، وهو ما قال أحد المسؤولين إنه كان من العوامل التي ساهمت في استقالته.

الحلفاء

وتعليقاً على استقالة ماتيس، صرحت الناطقة باسم حلف شمال الأطلسي أوانا لانجيسكو: "قدم الوزير ماتيس مساهمة مهمة في إبقاء الحلف قوياً ومستعداً للتعامل مع التحديات الأمنية الكبيرة التي نواجهها". وأضافت: "يحظى باحترام واسع جندياً وديبلوماسياً. سيواصل الأمين العام العمل عن كثب مع الوزير ماتيس حتى نهاية مدته ويتوقع العمل عن كثب مع خلفه. نحن ممتنون للالتزام الراسخ من الولايات المتحدة حيال الحلف. القيادة الأميركية تحافظ على قوة تحالفنا على جانبي الأطلسي". وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون در ليين في بيان: "نظراً الى أن الولايات المتحدة تضطلع بدور مهم ومسؤولية في بنية الأمن العالمي فمن المهم للجميع الحصول على إيضاح على نحو سريع عمن سيخلفه (ماتيس) والمسار المستقبلي".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم