الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تركيا ترجئ هجومها على شمال سوريا... "فترة الانتظار مفتوحة"

المصدر: "رويترز"
تركيا ترجئ هجومها على شمال سوريا... "فترة الانتظار مفتوحة"
تركيا ترجئ هجومها على شمال سوريا... "فترة الانتظار مفتوحة"
A+ A-

أعلن الرئيس التركي #رجب_طيب_إردوغان اليوم أن تركيا سترجئ عملية عسكرية ضد المسلحين الأكراد شمال شرق #سوريا، في وقت أبدى ترحيبا "حذرا" بقرار واشنطن سحب قواتها من المنطقة.

وقوض القرار المفاجئ للرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا الأسبوع، بسحب قوات بلاده البالغ قوامها نحو 2000 عسكري من سوريا، ركيزة أساسية للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط. ويقول منتقدون إن هذا سيصعب التوصل الى حل ديبلوماسي لإنهاء الحرب الأهلية السورية المستعرة منذ أكثر من سبعة أعوام.

لكن بالنسبة الى تركيا، يزيل التحرك المفاجئ لترامب مصدرا رئيسيا للخلاف مع الولايات المتحدة. واختلف البلدان العضوان في حلف شمال الأطلسي بشأن سوريا، حيث تدعم واشنطن وحدات حماية الشعب الكردية السورية، بينما تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.

وتعتبر تركيا الوحدات منظمة إرهابية وفرعا لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل الحكومة التركية للحصول على حكم ذاتي للأكراد في جنوب شرق تركيا.

وحذرت فرنسا وألمانيا، شريكتا الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، من أن التغيير في نهج واشنطن يهدد بتقويض المعركة ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي سيطر على مساحات كبيرة في العراق وسوريا في 2014 و2015، لكنه لم يعد يسيطر سوى على قطاع صغير من الأراضي في سوريا.

وقالت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تتصدرها وحدات حماية الشعب اليوم، إنها ستضطر الى سحب مقاتليها من المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" لحماية أراضيها في حال وقوع هجوم تركي. في الوقت نفسه، شنّ التنظيم المتشدد هجوما في جنوب شرق سوريا على قوات سوريا الديموقراطية، مستخدما سيارات ملغومة وعشرات المسلحين.

وكان إردوغان أعلن قبل أيام خططا لبدء عملية شرقي نهر الفرات في شمال سوريا، لطرد وحدات حماية الشعب من المنطقة التي سيطرت على معظمها. وقال هذا الأسبوع إن الحملة قد تنطلق في أي وقت. لكنه أشار اليوم إلى قرار ترامب، واتصال هاتفي بالرئيس الأميركي كسببين للتأجيل.

وقال في خطاب باسطنبول: "كنا قررنا الأسبوع الماضي القيام بتوغل عسكري شرقي نهر الفرات... تحدثنا هاتفيا مع الرئيس ترامب، وحدثت اتصالات بين ديبلوماسيين ومسؤولين بالأمن. وأصدرت الولايات المتحدة بيانات، وقد دفعنا هذا إلى التريث لبعض الوقت".

وأضاف: "أرجأنا عمليتنا العسكرية ضد (المقاتلين الأكراد) شرق نهر الفرات، كي نرى على الأرض نتيجة القرار الأميركي بالانسحاب من سوريا"، مؤكدا أنها ليست "فترة انتظار مفتوحة".

وعبّرت تركيا مرارا عن استيائها مما تقول إنه بطء تطبيق اتفاق مع واشنطن لسحب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية من بلدة منبج الواقعة غرب نهر الفرات.

إنهاء الضربات الأميركية

من جهة اخرى، قال مسؤولون أميركيون لـ"رويترز" إن الولايات المتحدة ستنهي على الأرجح كذلك حملتها الجوية على المتشددين في سوريا، عندما تسحب قواتها.

وقال ترامب إنه تم القضاء على التنظيم، وهي وجهة نظر اختلف معها حلفاء رئيسيون. وذكر أن الولايات المتحدة تؤدي عمل دول أخرى، وأنه "حان الوقت أخيرا ليقاتل آخرون".

وعارض وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس القرار. وأعلن فجأة أمس استقالته بعد اجتماع مع الرئيس. وفي خطاب صريح إلى ترامب، أكد هذا الجنرال المتقاعد من مشاة البحرية، أهمية "إبداء الاحترام" للحلفاء الذين عبروا عن الدهشة والقلق بشأن قرار الرئيس.

وقالت روسيا اليوم إنها لا تفهم الخطوات التالية للولايات المتحدة في سوريا، مضيفة أن الفوضى وغياب القدرة على التوقع اللذين يحيطان بعملية صنع القرار في واشنطن يسببان القلق في الشؤون الدولية.

وانضم العديد من الديموقراطيين إلى أعضاء جمهوريين بالكونغرس في دعوة الرئيس الجمهوري إلى العدول عن نهجه، قائلين إن الانسحاب سيقوي قبضة روسيا وإيران في سوريا، ويمكن تنظيم "الدولة الإسلامية" من الظهور مجددا.

ولم يبد ترامب أي دلالة على تغيير وجهة نظره. وكان تعهد في الحملة الانتخابية عام 2016 بسحب القوات من سوريا.

وكانت القوات الأمريكية البالغ قوامها نحو الفي جندي في سوريا، كثير منها قوات خاصة، تساعد في الظاهر في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية"، لكن كان ينظر إليها أيضا باعتبارها رادعا محتملا في مواجهة الرئيس بشار الأسد الذي استعاد معظم أراضي البلاد في الحرب الأهلية، بدعم عسكري من إيران وروسيا.

وكان "الدولة الإسلامية" أعلن "الخلافة" في 2014 بعدما سيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق. وجعل من مدينة الرقة السورية عاصمته الفعلية، حيث استخدمها قاعدة لتدبير هجمات في أوروبا.

وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى الأسبوع الماضي إن الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم تقلصت إلى 1 بالمئة. ولم يعد يسيطر على أراض في العراق، على الرغم من أن مقاتليه استأنفوا الهجمات بعد هزيمة التنظيم هناك العام الماضي.

وقال مسؤول في قوات سوريا الديموقراطية إن تنظيم "الدولة الإسلامية" شن هجوما اليوم على مواقع القوات في جنوب شرق سوريا، وإن التحالف بقيادة الولايات المتحدة شنّ ضربات جوية في المنطقة.

وقالت إلهام أحمد، الرئيسة المشاركة لمجلس سوريا الديموقراطية اليوم، إن قوات سوريا الديموقراطية قد لا تتمكن من مواصلة احتجاز سجناء تنظيم "الدولة الإسلامية" إذا خرج الوضع في المنطقة عن السيطرة بعد انسحاب الولايات المتحدة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم