الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سوريا: انسحاب أميركي عاجل

A+ A-

وقت يهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بعملية عسكرية واسعة في شرق الفرات ضد المقاتلين الأكراد السوريين، أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب أمس، انه سيسحب قواته من كل الاراضي السورية، معتبراً انه حقق هدفه القاضي بالحاق "هزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش)".

وقال مسؤول لم يشأ ذكر اسمه "إنه انسحاب كامل" سيحصل "في أسرع وقت"، موضحاً أن "القرار اتخذ أمس" الثلثاء.

وينتشر نحو الفي جندي أميركي حالياً في شمال سوريا، معظمهم من القوات الخاصة، لمحاربة "داعش" وتدريب قوات محلية في المناطق التي استعيدت من الجهاديين.

وكتب الرئيس الاميركي في تغريدة على "تويتر": "لقد هزمنا تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وهو السبب الوحيد لوجودنا" هناك، لكن البيت الابيض و"البنتاغون" أبقيا الغموض بالنسبة الى الجدول الزمني للانسحاب.

وحذر عدد من المراقبين من انسحاب اميركي متسرع من سوريا من شأنه ان يخلي الساحة لحلفاء نظام الرئيس بشار الاسد، وفي مقدمهم روسيا وايران.

وأصدر البيت الأبيض بياناً جاء فيه أن الولايات المتحدة بدأت سحب قواتها المنتشرة في سوريا من أراضي البلاد، مشيرة إلى انتقال الحملة الأميركية هناك إلى مرحلة جديدة.

وقال مسؤول أميركي لـ"رويترز"، أمس إن من المتوقع أن تبلغ الأطر الزمنية لسحب كل القوات الأميركية من سوريا من 60 إلى 100 يوم.

إلى ذلك، كشف مسؤول أميركي مطلع أن الولايات المتحدة بدأت إجلاء جميع موظفي وزارة خارجيتها الموجودين في سوريا. وتوقع أن تكتمل هذه العملية خلال 24 ساعة.

ويتزامن هذا الإعلان مع تصاعد التوتر بين أنقرة وواشنطن، وقد يؤدي الى حشر "وحدات حماية الشعب" الكردية في وضع دقيق للغاية.

وكان الرئيس التركي اكد الاثنين عزمه على "التخلص" من المقاتلين الاكراد في شمال سوريا إذا لم يرغمهم عرابهم الأميركي على الانسحاب.

وتدعم واشنطن "وحدات حماية الشعب" ضد الجهاديين، لكن أنقرة تعتبرها منظمة "إرهابية" مرتبطة بـ"حزب العمال الكردستاني".

ونقل "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن مصادر وصفها بأنها موثوق بها، أن جهات قيادية في "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد) التي يشكل المقاتلون الاكراد عصبها الرئيسي "اعتبرت انسحاب القوات الأميركية، اذا حال تحقق، خنجراً في ظهر قوات سوريا الديموقراطية ووحدات حماية الشعب الكردية"، التي سيطرت خلال الأشهر والسنوات الاخيرة على أكبر بقعة جغرافية خاضعة لسيطرة "داعش"، وهي منطقة شرق الفرات مع منبج.

وسارع السناتور الجمهوري ليندسي غراهام الى ابداء تحفظاته الاربعاء، معتبراً عبر "تويتر" ان "انسحاب هذه القوة الاميركية الصغيرة من سوريا سيكون خطأ فادحاً، على طريقة (الرئيس الاميركي السابق باراك) أوباما". واضاف: "لم يتم حتى الان الحاق هزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق ولا في أفغانستان التي زرتها للتو".

لكن وزارة الخارجية الروسية رأت أن القرار الاميركي يفتح آفاقا للتسوية السياسية في سوريا.

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان أصدره مكتبه: "سنقوم بدراسة برنامجهم الزمني وكيفية تنفيذه وتداعيات ذلك بالنسبة إلينا. ولكن في أي حال سنكون قادرين على حماية أمن اسرائيل والدفاع عن أنفسنا".

وفي لندن، قال الوزير في وزارة الدفاع البريطانية توبياس إلوود إن ترامب مخطئ في قوله إن "داعش" في سوريا قد هُزم. ولاحظ أن "(تنظيم الدولة الإسلامية) تحول إلى أشكال أخرى من التطرف، والتهديد لا يزال قائما بقوة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم