الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الأمم المتحدة: لا مخارج في إسرائيل للأنفاق

A+ A-

لم يثبت التحقيق الذي أجرته الأمم المتحدة بعد اكتشاف أربعة أنفاق على الحدود بين لبنان وإسرائيل حتى الآن، أن لهذه الأنفاق مخارج في الجانب الإسرائيلي، كما قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان - بيار لاكروا امام جلسة طارئة لمجلس الأمن بطلب من اسرائيل أمس.

وأوضح ان "إجراء تحقيق معمق لتحديد مسارات ونقاط منشأ الأنفاق مهمة معقدة. تقع الأنفاق على عمق يراوح بين 29 و46 متراً تحت الأرض ، يصعب اكتشافها واقفالها وتقع قرب المناطق الحساسة لكلا الطرفين. وعلى رغم أنها تشكل انتهاكاً خطيراً للقرار 1701، لا يبدو أن للأنفاق مخارج على الجانب الاسرائيلي".

وأضاف :"طبقاً لاستنتاجاتها الخاصة، أكدت القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان وجود أربعة أنفاق جنوب الخط الأزرق... هناك اثنان على الأقل من هذه الأنفاق، أحدهما قرب المطلة (قرب كفركلا شمال الخط الأزرق) وآخر قرب زرعيت (قرب الرامية شمال الخط الأزرق) يعبران الخط الأزرق ويشكلان انتهاكا للقرار 1701".

والخط الأزرق رسمته الأمم المتحدة عام 2000 بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان. وقد أنهى القرار 1701 الحرب بين اسرائيل و"حزب الله" عام 2006 بوقف الأعمال القتالية وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ونشر قوة اضافية للأمم المتحدة.

وطلبت إسرائيل من الأمم المتحدة أن تندد بـ"حزب الله"، المتهم بحفر الأنفاق، للتسلل إلى إسرائيل من لبنان من أجل خطف أو قتل جنود أو مدنيين إسرائيليين، والاستيلاء على جزء من الأراضي الإسرائيلية في حال نشوب أعمال عدائية.

وطلبت إسرائيل والولايات المتحدة اجتماع مجلس الامن الذي انتهى من دون اعلان أو تنديد أو التعبير عن القلق.

وأكدت المندوبة اللبنانية الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة آمال مدللي للمجلس أنه "ليست لدى لبنان نيات عدوانية" حيال إسرائيل. وقالت إن "الدولة اللبنانية لم ترتكب أي انتهاكات"، متهمة إسرائيل بانتهاك "الأجواء اللبنانية خلال الأشهر الأربعة الاخيرة، بمعدل 84 مرة يوماً".

وأضافت: :بينما كان اللبنانيون منشغلين بالتحضير للاحتفال بأعياد الميلاد، أصبحوا اليوم قلقين ومهتمين وخائفين من المستقبل. عندما يرون هذا المجلس الموقر يجتمع لمناقشة موضوع خاص بلبنان". ولاحظت أن ما تقدّم "يثير ذكريات العدوان الإسرائيلي والاستمرار في احتلال الأراضي اللبنانية. ويتساءل (اللبنانيون) ما اذا كان كل هذا مقدمة لعدوان آخر".

وشددت على التزام لبنان القرار 1701، قائلة إن “هذا الالتزام يصب في مصلحة بلدي وشعبي. ولهذا السبب أيضاً عبر الرئيس (اللبناني ميشال) عون، عن اهتمام بلاده بالحفاظ على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان”.

وأكد المندوب الكويتي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي، أن للبنان حقاً مشروعاً في استعادة أراضيه وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وقال إن لبنان يعاني منذ عقود الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة، أما حادثة الأنفاق الأخيرة، فإن إسرائيل تسعى الى "تضخيمها أمنياً وسياسياً وحتى عسكرياً".

واعتبرت المندوبة الاميركية الدائمة لدى الامم المتحدة السفيرة نيكي هايلي إن "حزب الله" يشكل تهديداً لإسرائيل ولأمن المنطقة. وطالبت "الحكومة اللبنانية بالتصدي لأنفاق حزب الله".

وشجّع المندوب الفرنسي السفير فرنسوا دولاتر لبنان على إعادة إطلاق استراتيجيته الخاصة بـ"الدفاع الوطني"، مؤكداً استمرار دعم فرنسا للجيش اللبناني. وقال: "نلتزم التزاماً كاملاً دعم استقرار لبنان، والتحقيق في أمر الأنفاق والعمل مع الحكومة اللبنانية على حل المشكلة".

وقالت المندوبة البريطانية السفيرة كارين بيرس، إن حفر "حزب الله" أنفاقاً عبر الحدود هو انتهاك للقرار الدولي 1701، منددة بهذا العمل، ومعتبرة لاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها. وخلصت الى أنه "من الأهمية بمكان تحديد مكان الأنفاق بدقة وندعو لبنان لاتخاذ الإجراءات الصارمة تجاه ذلك الوضع الخطير". ودعت الجيش اللبناني باعتباره المدافع الشرعي عن لبنان باتخاذ إجراءات في شأن الأنفاق.

وقدم المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون الى الدول الأعضاء في المجلس صوراً جوية تظهر، وفقا لإسرائيل، وجوداً لـ"حزب الله" جنوب الخط الأزرق. وقال: "مع قاعدة عمليات إرهابية على الحدود الإسرائيلية، إذا كان حزب الله يجرؤ على مهاجمة إسرائيل، فإن هذا سيؤدي الى دمار لبنان".

وقبيل جلسة مجلس الامن، شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان خاص وجّه الى وسائل الإعلام الأجنبية في إسرائيل، لهجته ضد كل من "حزب الله" والجيش اللبناني. وادعى أن "هدف الأنفاق الهجومية كان التسلل إلى داخل إسرائيل لخطف إسرائيليين، بمن فيهم مدنيون أيضا، وقتل مواطنين واحتلال القسم الشمالي من أراضي الجليل. هذه ليست خطوة هجومية فحسب، بل هي خطوة حربية، وجزء من خطة حرب".

ولاحقاً، قال نتنياهو في مؤتمر اقتصادي، إن "حزب الله" كان يأمل في امتلاك آلاف من الصواريخ الدقيقة التوجيه، لكن لديهم "على الأكثر بضع عشرات". وادعى أن "هذه المواقع (للصواريخ الدقيقة) التي تقع قرب مطار بيروت، مواقع تحت الأرض لإنتاج الصواريخ الدقيقة، والتي أطلعتني الاستخبارات (الإسرائيلية) على وجودها كي أكشف عنها. هذه المواقع أقفلت". كذلك ادعى أنهم "يحاولون فتح مواقع جديدة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم