الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عندما تَبْطُل شرعيّة السلطة

المصدر: (أناتول فرانس)
الأب صلاح أبوجوده اليسوعي
Bookmark
عندما تَبْطُل شرعيّة السلطة
عندما تَبْطُل شرعيّة السلطة
A+ A-
"إنّ ما يسمّيه البشر حضارة هو حالة الأخلاق الراهنة، وما يسمّونه بربريّة هو الحالات السابقة. أمّا الأخلاق الراهنة فتُسمّى أخلاقًا بربريّة عندما تصبح من الماضي".تبعًا لوثيقة الوفاق الوطنيّ "لا شرعيّةَ لأيّ سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". ومن ركائز هذا العيش المشترك، ولربّما الأصحّ القول: "العيش معًا"، الأخلاق التي تعزّز المشاركة في الحياة العامّة والاحترام المتبادل واحترام القوانين والاختلافات في الرأي والعادات والمعتقدات داخل المجتمع الواحد. فهذه الأخلاق التي لا غنى عنها تنفتح من ثمّ على بعدٍ آخر يكمِّل ما سبق، وهو البنيان المتبادل. لذا، يتّخذ العيش معًا مساره السليم عندما تُوجَّه الجهود في سبيل الخير المشترك الذي يعني خير كلّ إنسان والمجتمع بأكمله. يبرز هذا الخير إذًا غايةً بحدّ ذاته، وليس مجرّد وسيلة، وهو موجّه حكمًا إلى المستقبل لا إلى الماضي.عندما ينظر اللبنانيّ اليوم إلى دولته يرى فيها علامات انحلال تسود مختلف مؤسّساتها ومرافقها، ويسمع خطابات مسؤوليها التي لا تعبِّر عن أيّ رؤية وطنيّة جامعة، وتخرج في الكثير من الأحيان عن أبسط أصول التخاطب العامّ وتؤدّي إلى تفريق اللبنانيّين بعضهم عن بعضٍ نفسيًّا، بل وتثير عداوات بعضهم على بعض؛ ويلمس المواطن في حياته اليوميّة نتائج اللامبالاة التي يُظهرها هؤلاء المسؤولون تجاه متطلّبات الحياة الكريمة، وانصرافهم إلى صراعٍ على محاصصات تخفي أنانيّات ومصالح خارجيّة. يحقّ له، إزاء هذا الواقع، أن يطرح السؤال عن شرعيّة السلطة بمختلف مكوّناتها، إذ إنّ أداءَها لا يولي أهميّةً أبسط مقتضيات العيش معًا وحاجاته.وعوض أن يكون عملُ الممسكين بمفاصل القرار السياسيّ موجّهًا إلى تفسير العيش معًا، وخدمته انطلاقًا من النقاط التي ترد في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم