السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

حقيقة وفاة الطفل الفلسطيني محمد وهبه بعيداً من الاستغلال السياسي

المصدر: "النهار"
حقيقة وفاة الطفل الفلسطيني محمد وهبه بعيداً من الاستغلال السياسي
حقيقة وفاة الطفل الفلسطيني محمد وهبه بعيداً من الاستغلال السياسي
A+ A-

لطالما قيل إن الوضع في لبنان "كالجمر تحت الرماد"، ويبدو أن هذا الواقع ينعكس أيضاً على العالم الافتراضي، أي المساحة اللبنانية في مواقع التواصل الاجتماعي. فأي خبر قادر على إشعال "تويتر" و "فايسبوك"، ولا حاجة للتأكد من صحته أو دقته او الظروف المحيطة به. الأحكام جاهزة والمشانق معلقة، وبعد الإعدام قد نسمح بالاستئناف!

الواقعة: وفاة طفل فلسطيني لم يتعدَّ عمره الثلاث سنوات.

ردة الفعل الإنسانية البدهية: الحزن عليه والتعاطف مع أهله، والغضب مشروع لا بل مطلوب إن ظهر إهمال أو تقصير.

ردة الفعل النابعة من العقد الموروثة: لأنه فلسطيني لا تولونه العناية اللازمة. تريدون قتل الفقراء. اللبنانيون يموتون على أبواب المستشفيات.

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالمعلومات المغلوطة والشعبوية وبحث بعضهم عن النجومية، ويا للأسف، حتى بعض الساسة وأهل الإعلام ركبوا الموجة إما باندفاعة خارجة عن الأصول المهنية وإما عن أجندات سياسية.

التحقيقات الأولية لوزارة الصحة أسقطت "معزوفة" الموت على ابواب المستشفيات والاساب المالية للوفاة. فالطفل الفلسطيني محمد مجدي وهبه كان في المستشفى يتلقى العلاج عند وفاته، و"الاونروا" المعنية بطبابة الفلسطينيين في لبنان متكفلة بتكاليف العلاج ولم ترفض مستشفيات طرابلس استقباله.

فالطفل كان يعاني ورماً في الرأس وكان قد عولج بتغطية من الأونروا لأشهر عدة خضع فيها لعمليات دقيقة في آب وايلول الماضيين في مستشفى حمود. كما انه ادخل منذ الخميس الماضي الى المستشفى الإسلامي، لكن حالته تدهورت فقررت الطبيبة المعالجة نقله الى العناية المركزة للأطفال غير المتوافرة في المستشفى وعملت على التواصل مع المستشفيات التي تتخصص بالعناية الفائقة للأطفال. وعند التواصل مع وزارة الصحة العامة على الخط الساخن 1214 تم تأمين مكان له في مستشفى الكرنتينا الحكومي الجامعي إلا ان الطفل كان قد نقل الى مستشفى طرابلس الحكومي ودخل العناية المركزة لكنه توفي بعد ساعات.

وهنا علمت "النهار" أن "وزارة الصحة بعدما تأكدت من أن الطفل توفي داخل المستشفى بعكس ما يشاع ولم ترفض المستشفيات استقباله لأسباب مادية وانه لم يكن هناك عوائق مالية امام دخوله اذ إن "الأونروا" تكفلت بالمصاريف. تتوسع الوزارة في التحقيق بالتفاصيل من خلال الاستحصال على التقارير الطبية ومقابلة المعنيين للتأكد من ان كل الإجراءات المتاحة قد اتبعت لتأمين سرير في العناية الفائقة له والجهود من كافة المعنيين قد بذلت لإنقاذ حياة الطفل.

قضية وفاة الطفل وهبه محزنة ولكن الأسوأ ان البعض عمد إلى استغلالها حيث تحولت مادة دسمة لدعوات التظهر تارة ضد الطبقة الحاكمة في لبنان والنظام السياسي وطوراً ضد "العنصرية" ونصرة للفقراء ورفضاً للطبقية، والبعض لحسابات سياسية. "كل يغني على ليلاه" ووحده ليل وجع عائلته سيطول، وربما لن يشفي غليلها الا التأكد من أن موته كان محتماً طبياً وان لا تقصير او اهمال بل انها ارادة الله. ومن يدري قد يطالب بعضهم حينذاك بالتدقيق حتى بإرادة الله!!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم