الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

رجل وامرأة أبعد من المقاييس

المصدر: "النهار"
لانديرنو (فرنسا)- أوراس زيباوي
رجل وامرأة أبعد من المقاييس
رجل وامرأة أبعد من المقاييس
A+ A-

يقام حاليا في "مؤسسة لوكلير" الثقافية في بلدة لانديرنو القريبة من مدينة بريست في منطقة البريتاني الفرنسية، معرض بعنوان "ميتشل وريوبيل، رجل وامرأة أبعد من المقاييس".

لانديرنو هي مسقط رأس إدوار لوكلير، رجل الأعمال المعروف ومؤسس سلسلة المتاجر الشهيرة التي تحمل اسمه والموزعة في أنحاء فرنسا. أما "مؤسسة لوكلير" الثقافية فقد بدأت العمل عام 2012 ويترأسها اليوم ميشال الذي ورث عن والده إدوار مؤسساته التجارية بعد وفاته.

تقيم المؤسسة باستمرار، معارض كبرى لفنانين مكرسين عالميا، آخرها المعرض الذي افتتح حديثا بالتعاون مع المتحف الوطني للفنون الجميلة في مدينة كيبيك الكندية.

يروي المعرض قصة الفنانة جون ميتشل (1925-1992) والفنان جان بول ريوبيل (1923-2002) وكيف تقاطعت حياتهما ونتاجهما خلال خمس وعشرين سنة، ومن خلالهما كُتبت قصة فنية جمعت بينهما؛ هي الأميركية المولودة في شيكاغو وهو الكندي المولود في مونريال. التقيا في فرنسا، البلد الذي اختاراه مثل الكثيرين من الفنانين الأميركيين والكنديين للإقامة والعمل.

هذان الفنانان يدخلان في كوكبة الفنانين الذين عرفوا بعلاقاتهم العاطفية، وطبعوا المشهد الفني في عدد من دول العالم، ومنهم على سبيل المثل الفرنسيان كميل كلوديل وأوغوست رودان، الأميركيان لي ميلير ومان راي، والمكسيكيان فريدا كاهلو ودييغو ريفييرا. في المجال الأدبي نذكر لوي أراغون وإلزا تريوليه. هؤلاء جميعهم، دخلوا الأسطورة العاطفية والفنية.

التقت جون ميتشل بجان بول ريوبيل للمرة الأولى في باريس عام 1955 ونشأت بينهما علاقة عاطفية قوية شهدت في وقت لاحق مرحلة عاصفة أدت الى انفصالهما. قبل وصولها الى فرنسا، كانت جون ميتشل قريبة من أجواء الفنانين الرواد في نيويورك وخصوصا أولئك الذين دخلوا في تجريبية جريئة وحرة، بلغت أقصى تجلياتها مع الفنان جاكسون بولوك. ضمن هذا المسار تابعت الفنانة عملها في باريس حيث استلهمت أيضا الشعر والموسيقى.

أما جان بول ريوبيل فكان منذ مجيئه الى باريس قد فرض نفسه كواحد من أبرز الفنانين التجريديين. الاثنان طورا تجربتهما في العاصمة الفرنسية التي كانت تعيش مرحلة خصبة على المستوى الفني وكانت موئل عدد مهم من الفنانين من مختلف الجنسيات والقارات. تقتضي الإشارة الى أن نقاد الفن لاحظوا التحول الذي طرأ على تجربة الفنانين العاشقين؛ هي عززت حرية التعبير في عملها وأكسبته بعدا حركيا لم يكن موجودا في أعمالها السابقة. بينما هو سعى الى رقعة من الألوان تَسيَّدها اللون الأبيض. هذا بالإضافة الى أنه أنجز مجموعة من المنحوتات كما طوّر مفهومه بالنسبة الى العلاقة بين العمل الفني، والمنحوتة بالأخص، والفضاء الذي يتحرك ضمنه.

يبيّن المعرض كيف تلتقي أعمال هذين الفنانين وتفترق على صورة علاقتهما العاطفية التي تشظت في السنوات الأخيرة ودفعت بالفنان ريوبيل الى الابتعاد عن ميتشل والعودة الى مونريال في كندا. بينما انكفأت هي في السنوات الأخيرة على نفسها في محترفها بعيدا عن باريس، في بلدة فيتوي الجميلة المطلة على نهر السين، حيث أخذ عملها يقترب أكثر فأكثر من الطبيعة وعناصرها، ومنها شجرة الزيزفون في حديقتها الشاسعة. وعلى رغم شعورها بالوحدة والخيانة، ظلت ميتشل ترسم وتبدع حتى وفاتها في باريس عام 1992 بعد معاناة طويلة من مرض السرطان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم