الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أصحاب "السترات الصفر" لم يتعبوا والحكومة أمام خيارات صعبة

المصدر: "النهار"
باريس - سمير تويني
أصحاب "السترات الصفر" لم يتعبوا والحكومة أمام خيارات صعبة
أصحاب "السترات الصفر" لم يتعبوا والحكومة أمام خيارات صعبة
A+ A-

رغم انقسام حركة لـ"السترات الصفر" الاحتجاجية بين المعتدلين الراغبين في مهادنة الحكومة والمتشددين العازمين على الاستمرار في التصعيد، لا تزال السلطات الفرنسية تواجه مجدداً اليوم المظاهرات في العاصمة الفرنسية. ولم تفلح تنازلات الرئيس ماكرون نهار الاثنين الماضي في العودة الى الحياة الطبيعية في المدن الفرنسية.

 لا تزال الأطراف المتشددة في المجتمع الفرنسي يميناً ويساراً  تدعو الى التظاهر.  رئيسة "التجمع الوطني" اليميني مارين لوبين ورئيس "فرنسا انهضي" اليمينيين ورئيس اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون دعوا الى التظاهر اضافة الى نقابات عمالية ومنظمات طالبية.

 

وأعطت دعوة الحكومة الى التهدئة، واطفاء الاحتجاجات بعض النتائج الايجابية، اذ ان اعداد المحتجين حتى ظهر اليوم لم تكن بحجم السبت الماضي ولم تزد عن ألفي متظاهر انقسموا بين جادة الشانزليزيه وساحة الاوبرا. ورغم التهديد، بقي عدد من المتاجر مفتوحاً امام الزبائن. في ما أقفل قسم واجهاته بلوحات من الخشب منعاً للسرقة.

 كذلك فان عدد الموقفين حتى ظهر اليوم كان متواضعا بالنسبة الى الاسبوع الماضي، ولم يتخط المئة موقوف في حين وصل الأسبوع الماضي في نهاية النهار الى حوالي ألفي موقوف.

 

ويبدو حتى الآن، ان تشديد الحكومة والرئيس ماكرون على تلافي العودة الى العنف والاحراق والسلب لاقى تجاوباً من المعتدلين داخل الحركة الاحتجاجية بعد استجابة الرئيس لمطالب المحتجين على دفعتين، اذ ألغت الحكومة الزيادة على رسوم المحروقات للعام القادم من جهة، كما قرر ماكرون زيادة الحد الادنى للاجور  ١٠٠ أورو، اضافة الى تجميد اسعار الغاز والكهرباء، وحجب زيادة ضرائب على المعاشات التقاعدية التي هي دون ال ٢٠٠٠ أورو شهريا. وتكلف هذه الاجراءات خزينة الدولة ما بين ١٢ و ١٤ مليار أورو سنويا.

 

وتذرعت الحكومة في دعوتها الى الهدوء بالتهديد الارهابي بعد العملية الارهابية في مدينة ستراسبورغ التي ذهب ضحيتها حتى الآن ٤ قتلى وأصيب العديد من من الأشخاص بجروح خطرة. واستندت الى الحاجة لعدم تكريس القوى الامنية اهتمامها لمواجهة الاحتجاجات بل الى جبه الارهاب، كما وتعب قوات الشرطة والدرك من تعبئة مستمرة منذ اكثر من شهر لجبه المحتجين.

 

ودعت الحكومة الى وقف الانهيار الاقتصادي من جراء اقفال المتاجر والطرق والخسائر المادية الناتجة عن تحطيم المتاجر وحرق السيارات واعمال العنف التي يقوم بها المشاغبون بشكل عام، بالاضافة الى ارتدادات التظاهرات على الوضع السياحي بعد ان تدهورت صورة "مدينة النور" في العالم وعزوف السياح عن القدوم الى فرنسا خوفاً من اعمال الشغب والتظاهرات.

 

حتى ظهر اليوم، كانت الامور لا تزال مضبوطة من قبل قوى الامن، فهل يعود الامر الى الانقسام داخل الحركة. وهل حان وقت الجلوس الى طاولة المفاوضات مع الحكومة بعد ان وصلت الرسالة الى المسؤولين؟

 

وطالب المحتجون باستقالة الرئيس ماكرون، لكن استمرار الامور لن يؤدي الى اقالته او تقديم مزيد من التنازلات بل الى مزيد من الخراب لأن الحكومة عاجزة عن تقديم المزيد.

 

السؤال حتى ظهر اليوم هو: هل نجحت الحكومة في وقف الاحتجاجات؟ ام ان المحتجين تعبوا من النزول الى الشارع؟ ام ان المشاغبين الذين يشاركون عادة بعد الظهر في الاحتجاجات سيستمرون في اعمال العنف خلال المظاهرة التي دعت اليها النقابات؟

 

في انتظار مساء السبت لاجراء تقويم حقيقي لما وصلت اليه الاحتجاجات.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم