الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

العالم دقّ طبول الحرب على البلاستيك في المحيطات

العالم دقّ طبول الحرب على البلاستيك في المحيطات
العالم دقّ طبول الحرب على البلاستيك في المحيطات
A+ A-

إزاء المشاهد التي تُنقل لسلاحف تختنق بالأكياس، والحيتان التي تبتلع البلاستيك، والشواطئ المكتظة بالنفايات... يبدو أن العالم بدأ يعي أهمية التصدّي لتلوّث المحيطات بالبلاستيك.

ويقول جورج ليونارد المدير العلمي لمنظمة "أوشين كونسرفنسي" غير الحكومية إنه "لا شك في أن مسألة البلاستيك باتت رائجة ... وبتنا نواجه المشكلة".

ويردف هذا الخبير المتخصص في البيئة البحرية "نحن متفائلون بشأن قدرتنا على حلها"، معربا عن ثقته بأن هذا الوعي المتزايد لن يضمحل عما قريب.

وباتت صور النفايات البلاستيكية المكدسة على الشواطئ والحيتان العالقة في شباك صيد وسط البلاستيك عملة سائدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد تتكرر حادثة الحوت الذي عثر عليه على شاطئ إندونيسي في تشرين الثاني/نوفمبر وفي معدته ستة كيلوغرامات من البلاستيك، من بينها 115 كوبا.

فقد أظهرت دراسة نشرتها مجلة "ساينس" أن ثمانية ملايين طنّ من البلاستيك ترمى كلّ سنة في المحيطات.

وهذه الكميّة "هي فقط ما تأتى من البرّ"، بحسب ما يشير فرنسوا غالغاني الباحث في المعهد الفرنسي للأبحاث حول البحار "إيفريمير" الذي يوضح أنه يجب إضافة ما بين مليون ومليوني طنّ من البلاستيك تتأتى من السفن، ولا سيما من شباك الصيد.

وللتصدّي لهذه المشكلة، تقوم البلدان تدريجا بحظر الأكياس البلاستيكية التي تستخدم سنويا بمعدلّ خمسة مليارات وحدة، ثم قصبات الشرب فعيدان تنظيف الأذن.

وينوي الاتحاد الأوروبي مثلا حظر بعض المنتجات البلاستيكية الأحادية الاستخدام بحلول 2021. وهي مبادرة حميدة بالنسبة إلى غالغاني لأن هذه السلع تمثّل "ما بين 30 إلى 40 % من المخلّفات الملقاة في المحيطات".

أظهرت دراسة نشرت في مجلة "سيانس أدفانسيز" أنه من أصل 8,3 مليارات طنّ من البلاستيك أنتجت ما بين 1950 و2015، تحوّلت 6,3 مليارات إلى مخلّفات من الصعب أن تتحلّل عضويا ولم يعد تدوير سوى 9 % منها.

وتؤكد ميريام كوب من منظمة "غرينبيس" أن إعادة التدوير ليست بالكافية، "فلا بدّ من حلّ المشكلة من جذورها. وتغيير العادات القاضية برمي كل شيء والتخفيض من إنتاج البلاستيك الأحادي الاستخدام".

والنداء عينه يطلقه برنامج الأمم المتحدة للبيئة الذي "شنّ حربا على البلاستيك في المحيط" في إطار فعاليات اليوم المخصص للبيئة في العام 2018.

ويقول بيتر مالفيك القيّم على حملة الأمم المتحدة بعنوان "كلين سيز" إنه "ينبغي لنا أن نتوقف عن التعامل مع البلاستيك كما لو كان منتجا يرمى بكلّ بساطة بعد استخدامه وأن نعتبره كسلعة ذات قيمة".

وانضمّ حوالى ستين بلدا إلى هذه الحملة التي أطلقت في مطلع العام 2017 للحدّ من انتشار البلاستيك الذي يعاد استخدامه، "في خطوة تدلّ على أهمية هذه المسألة"، بحسب ما يقول مالفيك.



ماذا عن الحلول المقترحة؟

تنظيف المحطات مبادرة حميدة لكنها تبذل سدى، بحسب بعض الخبراء. أما الأنزيمات الآكلة للبلاستيك، فهي مكلفة جدا وعددها غير كاف، بحسب فرنسوا غالغاني.

كما يشكك علماء في فعالية المنشأة العملاقة العائمة الي تختبرها منظمة "أوشين كلين آب" بهدف إفراغ المحيط الهادئ من نصف المخلّفات البلاستيكية في خلال خمس سنوات.

فهذه المنطقة الملقبة "محيط البلاستيك" هي كناية عن تكدّس كثيف لهذه المخلّفات نتيجة تيّار بحري أدى إلى تجمّع 80 ألف طنّ منها في مساحة توازي ثلاث مرات مساحة فرنسا، وفق ما أظهرت دراسة نشرت هذه السنة في "سيانتيفك ريبورتس".

وبحسب الخبراء، ليست مليارات الجزئيات البلاستيكية الصغرى التي تطفو على المياه سوى غيض من فيض، إذ إن أغلبية المخلّفات البلاستيكية تتكدس في قاع البحر.

وما هو الحلّ الأمثل إذن؟

هو التحلّل بالنسبة إلى فرنسوا غالغاني الذي يوضح أن "البوليمرات (جزئيات مترابطة) ستعود في النهاية مونوميرات (جزئيات أحادية) غير سامة" حتى لو كان الأمر يستغرق "مئات السنوات" في بعض الأحيان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم