الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ماي تغادر بروكسيل من دون ضمانات أوروبيّة بخصوص اتّفاق "بريكست"

المصدر: "أ ف ب"
ماي تغادر بروكسيل من دون ضمانات أوروبيّة بخصوص اتّفاق "بريكست"
ماي تغادر بروكسيل من دون ضمانات أوروبيّة بخصوص اتّفاق "بريكست"
A+ A-

غادرت رئيسة الوزراء البريطانية #تيريزا_ماي اليوم قمة قادة #الاتحاد_الاوروبي في بروكسيل، من دون إحراز أي تقدم، متعهدة بالقيام بمزيد من المباحثات للحصول على ضمانات من قادة الاتحاد لمساعدتها على الترويج لاتفاق "#بريكست" في بريطانيا.

وحضرت ماي إلى بروكسيل بهدف الحصول على ضمانات إضافية من نظرائها الأوروبيين، لتعزيز فرص التصويت على اتفاق خروج المملكة من الاتحاد.

ولم يقتنع قادة اوروبا بحجج ماي. وأبدوا انزعاجهم من المطالب "المبهمة" لرئيسة الوزراء البريطانية. كذلك رفضوا إعادة التفاوض على بنود الاتفاق الخاصة بمسألة الحدود الإيرلندية المثيرة للجدل.

وقال ديبلوماسيون أوروبيون إنّ ماي لم تتمكن من شرح ما الذي تريده بالتحديد، او كيف ستضمن تأمين غالبية التصويت في البرلمان لصالح الاتفاق.

وتعود ماي الى لندن للاستعداد لطرح الاتفاق مجددا أمام البرلمان، بعد خمسة أيام فقط من ارجائها تصويتا مقررا بسبب المعارضة الكبيرة في صفوف حزبها نفسه.

وقالت في مؤتمر صحافي في بروكسيل: "لا يزال هناك عمل يجب انجازه. وسنجري مباحثات خلال الأيام المقبلة حول كيفية الحصول على مزيد من الضمانات التي يحتاج إليها البرلمان البريطاني، ليكون في وسعه تمرير الاتفاق".

ولم يتضح على الفور أي مباحثات إضافية كانت ماي تشير إليها، خصوصا بعدما أزال قادة الاتحاد عبارة من النسخة النهائية لمحضر الاجتماع تشير إلى "ضمانات إضافية" بخصوص مسألة الحدود.

من جهته، قال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك: "ليست لدي صلاحية لتنظيم اي مفاوضات إضافية". وأضاف: "علينا استبعاد اي نوع من اعادة فتح التفاوض بخصوص اتفاق الانسحاب. لكننا سنبقى هنا في بروكسيل. وانا دائما في خدمة رئيسة الوزراء ماي".

وقال مسؤولون أوروبيون إنّه لن تعقد قمم اوروبية قبل 21 كانون الثاني، وهو الموعد الذي حددته كموعد نهائي لطرح الاتفاق للتصويت أمام البرلمان. كذلك، لم تطلب ماي نفسها عقد قمة.

وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون: "هناك اتفاق، الاتفاق الوحيد والافضل الممكن، ولا يمكنني اعادة التفاوض بشأنه. لكن يمكن أن نوضح ونطمئن".

وكان رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال قال اليوم إنّ "المؤشرات" التي عبّرت عنها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الخميس "ليست مطمئنة في شكلٍ كافٍ" حول قدرة لندن على "الوفاء بالتزاماتها" الواردة في اتفاق "بريكست".

واورد ميشال عند وصوله للمشاركة في ثاني أيام القمة الأوروبية في بروكسيل: "سنحضّر أنفسنا إذاً لكلّ الفرضيات"، بينها احتمال خروج بريطانيا "من دون اتفاق".

ليل الخميس، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن على "زملائنا البريطانيين أن يقولوا لنا ماذا يريدون بدلا من أن يطلبوا منا قول ما نريد"، مؤكدا أنه "لا يوجد وقت على الإطلاق لإعادة التفاوض".

وأوضحت صور لليوم الاول للقمة الاوروبية مناقشة حادة بين ماي ويونكر. وقال قارئو الشفاه لوسائل إعلام بريطانية إنّ ماي كانت تقول: "ماذا نعتني؟ لقد نعتني بالغامضة. نعم لقد فعلت ذلك".

وكانت ماي أرجئت تصويتا في مجلس العموم هذا الأسبوع على مسألة "بريكست" لتفادي هزيمة كبيرة، لكنها تعهدت أن يتم التصويت في شكل نهائي الشهر المقبل، بحلول 21 كانون الثاني على أقصى تقدير.

لكن هذا الموعد الجديد للتصويت مقارب جدا لتاريخ 29 آذار المقبل، وهو الموعد المحدد مسبقا لخروج بريطانيا من الاتحاد.

وصلت ماي إلى بروكسيل متأثرة بتصويت لحجب الثقة عنها في حزب المحافظين فازت به مساء الأربعاء، لكنه شهد تصويت 117 نائبا، أي أكثر من ثلث نواب حزبها، لمصلحة قرار إطاحتها.

وتنصب معارضة اتفاق "بريكست" على مسألة اتفاق "شبكة الأمان" الرامي لإبقاء الحدود بين بريطانيا وإيرلندا مفتوحة حتى توقيع اتفاق تجاري جديد بين بريطانيا والاتحاد الاوروبي.

وكانت ماي تسعى الى الحصول على "ضمانات قانونية وسياسية" بأنّ اتفاق "شبكة الأمان" بخصوص الحدود الايرلندية لن يبقي لندن عالقة في الاتحاد الجمركي الاوروبي للأبد.

وبينما تضمنت مسودة محضر الاجتماع عبارة أن الاتحاد الاوروبي "مستعد للنظر في أي ضمانات إضافية يمكن تقديمها" بخصوص "شبكة الامان"، تمت إزالة العبارة من النسخة النهائية لمحضر الاجتماع.

وقالت مصادر أوروبية إنّ الأجواء كانت متوترة خلال الاجتماع، إذ قاطعت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل وقادة آخرون ماي لسؤالها عما تريد تحديدا، وكيف ستتمكن من تمرير الاتفاق.

وقال مصدر آخر حضر الاجتماع لوكالة "فرانس برس" اليوم إنّ ماي ناقضت نفسها، وعجزت عن تحديد أي ضمانات بخصوص شبكة الأمان يمكن أن تكون مفيدة، ما ازعج قادة الاتحاد.

لكن رئيس حكومة لوكسمبورغ كزافيه بيتل دافع عن ماي اليوم، قائلا إنها "قامت بعمل رائع. وحصلت على أفضل اتفاق ممكن"، على الرغم من عدم قدرتها على إقناع نواب حزبها. واضاف: "المشكلة في اعضاء البرلمان في لندن".

وفي بلفاست، أكّدت رئيسة الحزب الوحدوي الديموقراطي الايرلندي أرلين فوستر أنّ حزبها الذي يضمن لماي غالبية مقاعد البرلمان بفارق ضئيل، لن يدعم اتفاق "بريكست" الذي توصلت له ماي مع بروكسيل.

وقالت: "هذه صعوبات من صنع رئيسة الوزراء. لقد تم توقيع اتفاق كانت رئيس الوزراء تعلم أنه لم يحصل على دعم البرلمان".

وواجهت ماي انتقادات كبيرة لاستراتيجية "بريكست" من النواب المتشددين حيال الاتحاد الاوروبي في حزبها. كذلك، يعارض الحزب الوحدوي الديموقراطي الايرلندي أيضا الاتفاق. وهم يريدون إلغاء شبكة الأمان تماما من الاتفاق. لكن رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار أبرز مجددا الحاجة إلى ضمانات قانونية بخصوص إبقاء الحدود الإيرلندية مفتوحة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم