الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"ما في حلم بيكمل" قال الشهيد يزبك وصَدَق... والده لـ"النهار": "دماؤه لن تذهب إهداراً"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
A+ A-

شهيد جديد روت دماؤه تراب الوطن، لكن يا للأسف ليس في معركة مع عدو غاشم، بل في اشتباكات مع خارجين على القانون من ابناء بلده، ليكون الوجع مضاعفاً والطلقات كالقذائف... هو رؤوف يزبك ابن بلدة نحلة الذي سجل اسمه على لائحة الابطال الذين ارتقوا في الميدان وهم يقومون بواجبهم في فرض الامن والامان، متاثرا بالجروح التي اصيب بها اثر الاشتباكات واستهداف دورية عسكرية ليلا من مسلحين في حي الشراونة في #بعلبك.

ارتقاء البطل

كم هو مؤلم خبر استشهاد يزبك (21 سنة) ليس فقط على عائلته وكل مَن عرفه، بل على كل لبناني شريف يعي معنى تضحية كل جندي ورتيب وضابط في صفوف جيش بلده. هؤلاء الابطال الذين تطوعوا للدفاع عنا، عيونهم لا تعرف النوم في وقت نغرق نحن في سباتنا، لأننا متأكدون أنّ هناك من يحمينا ويسهر غير آبهٍ لاشتداد العواصف... ارتقى يزبك شهيداً في الامس، هو الذي وعد عائلته بالعودة اليها اليوم بعد إنهاء خدمته، لكن يا للاسف لم يمنحه المجرمون الفرصة لتحقيق وعده. حرموه من الحياة وحرموا والديه وأشقاءه قربه.

"دماؤه لن تذهب إهداراً"

يزبك الذي حمل امتعته السبت الماضي وتوجّه من مسكنه في حي السلم الى اللواء السادس في #بعلبك حيث يخدم لحماية وطنه، دفع ثمن وفائه واخلاصه روحه. والده المفجوع حسن اكد لـ"النهار" انّ "دماء ابني لن تذهب إهداراً. نعم نحن تحت سقف القانون، لكن إن لم نأخذ حقنا فسنلجأ حينها إلى قانون العشائر". وعما إن عُرف من أطلق النار على يزبك، أجاب: "إلى الآن كلا. لكن ستكشفه الايام وسنعلم ما حصل معه بالتحديد، ومن يقف خلف استشهاده، فلا شيء يبقى غامضا". وبعدما كان رافضاً تسلم جثمان الشهيد الى حين تسليم القتلةـ عاد ووافق بناء "لتعهد من قائد الجيش بالاقتصاص من المعتدين على المؤسسة العسكرية".

عريس الوطن

ظهر امس، كان اتصال أخير بين حكمت وشقيقه رؤوف. ووفق ما قاله لـ"النهار": "أخبرني انه مشتاق الى جميع افراد عائلته، وانه في الصباح سيعود أدراجه، لكن ما هي الا ساعات حتى تلقينا خبر اصابته بداية في رِجله، سارعنا الى مستشفى دار الامل في بعلبك، كانت الساعة الحادية عشرة ليلا. عندما وصلنا كان في العناية الفائقة، بعدها بنحو نصف ساعة سلم الروح لافظاً أنفاسه الأخيرة"، واضاف: "قبل ثلاث سنوات تطوّع بالجيش، وضع نُصب عينيه تأمين مستقبله، ارتبط بفتاة حيث كان ينوي اعلان خطوبته في الايام المقبلة، نعم سنزفه عريساً، لكن الى مثواه الاخير بطلاً نفتخر فيه".

عبارة الشهيد

"ما في حلم بيكمل"، عبارة اعتاد يزبك تكرارها امام اصدقائه وفي صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك". ووفق ما قاله صديقه محمود محمد لـ"النهار": "فعلاً لم يكتمل حلمه، رحل تاركاً غصة في قلوبنا على فراقه". اما صديقته ريما نادر، فقالت: "نطالب حصر السلاح بيد الجيش. فالتفلُّت الامني الحاصل في بعض المناطق غير مقبول، كونه يحرمنا من أغلى الناس، فحتى الآن خسرت عمي شهيدا في معارك نهر البارد، وفي الامس خسرت صديقي"، معتبرة أنّ "الطبقة السياسية "تغطي جزءاً كبيراً من الخارجين على القانون"، مطالبة بـ"رفع الغطاء عن المجرمين كي يتوقّف نزف شبابنا بسببهم".

مواقف ومطالب

آل يزبك وعموم أهالي بلدة نحلة اصدروا بيانا صباح اليوم جاء فيه: "أولاً: نستنكر أشد الاستنكار الاعتداء السافر والهمجي على حامي الشرعية الجيش اللبناني من بعض الوحوش البشرية الخالية من أي أخلاق ومبادئ ومن أبسط المشاعر الانسانية والوطنية. ثانيًا: نطالب الجيش اللبناني وليّ دم الشهيد رؤوف يزبك ورفاقه القيام بدوره كاملا وبالضرب بيد من حديد لتوقيف هذه العصابة التى تتلطى تحت اسم شريف ما يسمى بالعشيرة، كذلك نطالبه ببسط الامن والامان لا بسط المرحلة الضبابية وعودة شريعة الغاب. ثالثا: لغاية الآن نعتبر أن لهذا الشهيد حقا مقدسا لدى هذه الدولة ونحتسبه شهيدا ان قامت الدولة بدورها كاملا ليعود الأمن والطمأنينة الى هذه المنطقة العزيزة، ولكن ان تخاذلت عن هذا الدور فنحن أولياء الدم ونحن أصحاب الحق ولا نقبل بموت رخيص لزهرة من شبابنا. رابعًا: نحن كعائلة يزبك وأهالي بلدة نحلة لن نستلم جثمان الشهيد حتى يتم توقيف الفاعلين وانزال القصاص العادل بهم بما يحفظ كرامة شهيد الوطن وجرحاه كذلك نطالب آل جعفر (وجهاء وشرفاء) بتسليم القتلة الى الجيش اللبناني".

قيادة الجيش – مديرية التوجيه نعت الشهيد في بيان معلنة عن مراسم تشييعه وفقاً للآتي: ينقل الجثمان بتاريخ 15 / 12 / 2018 الساعة 8.00 من مستشفى دار الأمل الجامعي إلى بلدة نحلة - بعلبك، حيث يقام المأتم الساعة 11.00 في حسينية البلدة المذكورة، ويوارى في الثرى في جبانة البلدة. تقبل التعازي قبل الدفن وبعده ولمدة ثلاثة أيام في حسينية بلدة نحلة - بعلبك.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم