الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

اللواء الأمل

المصدر: "النهار"
ندى أيوب
اللواء الأمل
اللواء الأمل
A+ A-

بين 12 كانون الأول 2005 و2007 عامان ورجلان جمعتهما شهادة تعمّدت بحبر القلم ودماء البندقية. #جبران_تويني و #فرنسوا_الحاج عانقهما الوطن ليحيا بشهادتيهما، وبعد مرور 13 عاماً على اغتيال جبران قلمه لم ينكسر وكذلك مشعل المؤسسة العسكرية حمله رفاق فرنسوا على مدى 11 عاماً بوجه الارهاب نفسه الذي حاربه الحاج في نهر البارد والضنية من قبلها. سجّل الرفاق الانتصارات وكان أهمها بقاعاً حيث أطل الارهاب برأسه مستشرساً. صحيح أن اللواء #الشهيد ليس البطل الوحيد في المؤسسة العسكرية، بل هو من اختزلت المؤسسة حياته منذ تخرّجه من المدرسة الحربية وحتى رحلة اللاعودة الأخيرة جنوباً الى جوار فلسطين، مرورا بكل الحروب والمعارك التي خاضها الواحدة تلو الأخرى. 11 عاماً من الغياب حفرت عميقاً في نفوس عائلة الحاج وبمرارةٍ اختلطت بكثيرٍ من الإصرار الذي ميّز شخصية اللواء، تحدّث نجله ايلي الى "النهار" عن الوالد والمثال الأعلى ومصدر الأمل.

"رحل فرنسوا الحاج وبقيت بطولاته"، وكأن ايلي يقول لنا إن الشهيد لا يزال على قيد الحياة، الأبطال الذين يكتبون التاريخ بدمائهم لا يموتون". "عاش والدي في الظل، لم تكن حياته اعتيادية، هو الحاضر في الساحات في أحلك الحقبات واصعبها من عمر وطنٍ عاش ومات لأجله. وعاما بعد آخر يكتشف اللبنانيون بطولاته ويتعرفون أكثر إلى حياة اللواء في كنيسته وعائلته ومؤسسته العسكرية". يصف ايلي والده بمصدر الأمل "كنت اشعر بقربه حتى في ايام الغياب الطويلة عن المنزل، كيف لا وهو الذي ببعده يمثل حلمنا ويناضال لأجل مشروعنا المشترك". يعود الابن بشريط الذاكرة الى الوراء فلا يجد والده سوى بطل حمل شعلة الدفاع عن الوطن من تاريخ تخرجه من الكلية الحربية وحتى استشهاده، من الحرب اللبنانية الى الاجتياح الاسرائيلي فحروب الالغاء ومقاومة المحتل حتى معاركه الاخيرة في التصدي للارهاب إلى أكثر من جبهة. ويخرج بخلاصة تثبِّت ضرورة التمسك بالامل ببناء الوطن الذي لولاه لما خاض اللواء كل تلك المعارك بشجاعة عالية، متمنيا لو كان والده حاضرا اليوم "لربما استطاع فعل شيء، في ظل الانهيار الذي يعيشه البلد".

غالبا ما تحسن يد الغدر اختيار ضحاياها، تنتقي أصحاب الهمم ومن يشكلون خطرا على مشروعها الظلامي. اغتالت "اللواء الأمل" فولّدت بجريمتها ألف لواء أمينين على الشعلة، يعد ايلي أنهم ماضون على درب الشهيد في محاربة المتربصين بالوطن. لا للهجرة، المسألة محسومة "هذه ارض الاجداد وبناء الدولة العادلة الراعية مسؤوليتي ومسؤولية ابنائي الذين احثهم عن ارث جدهم المقرّش بميزان الشرف والتضحية والوفاء للوطن". الجد الذي عاش حياته يحلم ببلد على صورة الحب والتعايش والقوة رحل قبل تحقق الحلم والاجيال القادمة عليها استكمال النضال الذي بدأ منذ الانتداب وعلى دربه ارتفع الشهداء. انطلاقا من هذه القناعة يشجع ايلي ابناءه إن ارادوا الانضمام الى المؤسسة العسكرية قائلا: "هل هناك اسمى من مؤسسة يخدم من خلالها المواطن بلده؟".

"ليس صدفة أن يتحول يوم 12 كانون الاول إلى يومٍ مجيدٍ ارتقى فيه رجلان ميزهما الشرف وعزة النفس" يقول الحاج مستطردا "وإن كانت الصدفة لعبت دورها في تكرار جرم الاغتيال في اليوم نفسه بفارق عامين". وأي رسالةٍ اصدق من تلك التي يوجهها ابن شهيد كفرنسوا الحاج في ذكرى اغتيال والده للبنانيين "ليكن الولاء للوطن لا للطوائف وزعمائها الذين يريدوننا أن نكون وقودا في حروبهم القذرة ضد بعضهم البعض. يعيش اللبنانيون بلا مقومات حياة في بلدٍ بذلت في سبيله الدماء، ويضعنا هذا الواقع امام واجب الاتحاد. على كل فرد منا ان يحارب من موقعه تدني المستوى السياسي والخطاب الطائفي والفساد المستشري اذا كنا نريد بناء دولة للجميع".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم